كتاب وشعراء

في جسدي غابةٌ من لهاثٍ،….بقلم أماني الوزير

في جسدي غابةٌ من لهاثٍ،
وفي الليل نافذةٌ مفتوحةٌ على ارتجافةٍ لا اسمَ إلّا صوتُك حين يفيض.
أكتبك بلا أحرفٍ،
وأدعُ الشهقةَ تمرِّرُ نفسَها بين قلبينا،
أُضمّدُ رعشتي بك،
وأُخبّئُ نفسي في ما يتبقّى منك حتّى القيامةِ الكبرى.
أناديك في فراغِ الليل: تعالَ،
أُريد أن أُفكِّكَ اللغةَ عند حافةِ فمِك،
أُعيدُ ترتيبَها حتّى تصيرَ شهقةً ممتدّةً،
أُريد أن أرى الليلَ يتعلّمُ من أصابعِنا
شكلَ الدوّامةِ، وكيف تتحوّلُ الفتنةُ إلى غوايةٍ،
يصلُ سحرُها إلى أعماقِ الجسد
ثم ينطفئُ برضا.
خُذني إلى حافةٍ لا يعودُ منها أحدٌ،
حيثُ تُخلعُ القواعدُ من جذورِها،
نصنعُ الوقتَ كما نشاءُ،
ونكتبُ القبلاتِ فوق الجسدِ
كأنّها خرائطُ نجاةٍ.
دعِ العالمَ يتفتّتْ وراءنا،
ودعني أُلقِّنك لغةً لا يُترجمُها سوانا،
لغةُ اليدِ حين ترتجفُ،
والعينُ حين تبتلعُ عتمتَها،
والأنفاسُ حين تشتعلُ بعد كلِّ قبلةٍ.
انزعني من جسدي دفعةً واحدةً،
واجعلني أُحلِّقُ فوقكَ مثلَ برقٍ
يعرفُ أنّه آخرُ ومضةٍ قبل العاصفةِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى