وَجهُ الذّاكرةِ .. شعر : حياة قالوش

وَجهُ الذّاكرةِ
………………….
أتركُ الحرفَ اليومَ ينبضُ خارجَ قيودِ الإيقاع.
………………….
أيا رجلًا آتيًا من فرحِ السّماءِ
وأنا الهاربةُ من ضجرِ التّراب.
أسمعُ ضحكتَكَ
كأنّها قطرةُ ماءٍ،
سقطَت على نارِ الغيابِ،
فما أطفأتها،
بل أنبتت في القلبِ وردة.
أشمُّ أنفاسَكَ
كأنّها صلاةٌ صامتةٌ،
تمشي على مرايا النّبضِ
وتزرعُ قبلةً.
أيا رجلًا آتيًا من نضارةِ الزّهرِ
وأنا الهاربةُ بكامل هشاشتي.
قيثارةٌ مدمنةٌ على
دفءِ أناملِ السّحابِ
لا شيءَ يشبهُك.
لا الدّهشةُ، ولا الرّعشةُ
ولا الحلمُ،
ولا الهواء.
أما زلتَ تحفظُ وجهي
حين كنتُ أبتسمُ،كي لا أبكي؟
أما زلتَ تفهمُ عتابي
حين لا أقول شيئًا
وأغلقُ البابَ برفق؟
اقترب…
اغسل حنيني برائحةِ اللّوزِ،
بالغيومِ الّتي تهمسُ للنّوافذِ،
وأنا أذوبُ في معناك.
فما من بابٍ نغلقُه في وجهِ الذّاكرةِ،
وما من وداعٍ يُطفئُ ملامحَ الّذين يسكنوننا…
الذّاكرةُ لا تموتُ،
والوداع طريقٌ خفيٌّ للقاءٍ جديد.
حياة قالوش
Hayat Kalouche
٥/١٠/٢٠٢٥
———