كتاب وشعراء

حين تسهو الأرض ….بقلم محب خيري الجمال

(1)
كل ما يحدث في هذا اليوم
يشبه مقعدا بلا ظهر،
أجلس عليه فتتسرب ذاكرتي إلى الأرض
كقهوة تُسكب بلا فنجان.
(2)
العالم لم يعد يدور…
بل يتململ في مكانه
مثل عاشق يخبّئ لهاثه في قطار مزدحم.
(3)
تعبتُ من تعلّم الأبواب،
كلها تُغلق بنفس الطريقة
لكنها تفتح بأشكال لا أستوعبها
أحياناً بكلمة،
وأحياناً بخسارة كاملة.
(4)
أنا من أولئك الذين
يربّون نبتة كي لا تكبر،
يضعونها في ظلّ يشبههم،
ويسقونها بما تبقّى من دموعهم
بعد المكالمة الأخيرة.
(5)
أحببتكِ بطريقة تجعلني
أقيس الوقت بمعدل التنهيدة،
وأحسب المسافة بيننا
بعدد الأغاني التي لم نستمع لها معا
(6)
ماذا لو لم أكن أنا؟
ماذا لو كنتُ صدفةً
لم تلتقطها يد،
لكنها ظلّت تلمع في قاع الحياة
دون أن يراها أحد؟
(7)
كل سطر أكتبه،
يشبه سلم طوارئ
أنزل عبره من طابق محترق
إلى طابق أكثر احتراقا.
(😎
عندما أراكِ
تتغيّر خصائص الهواء،
ويصير الضوء شيئا قابلا للابتلاع.
(9)
منذ أيام وأنا أتعلّم أن أكون عاديا،
أغسل الصحون،
أرتّب الغرفة،
أضحك على النكات القديمة.
لكن في قلبي
تتجمّع الحرب مثل قطيع غزلان مذعورة
هربت من سهلٍ لا أحد نجا فيه.
(10)
أريد أن أعيش مرةً واحدة
لكن بكامل التفاصيل،
أن أفهم لماذا عندما نحب
نخاف من المصابيح
ونؤمن بالظلال.
(11)
كلما أحببتُ أكثر
ازداد عدد الكراسي في غرفتي
وصار قلبي أكثر قابلية للجلوس.
كلما أحببتُ أكثر
أصبح اسمي غامضًا
كجُملة ناقصة
في مذكرات شخص مات للتو.
(12)
في هذا العالم
كل شيء يلمع من شدّة التكرار
حتى الوجع
صار له بريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى