كتاب وشعراء

حمزه الحسن يكتب :حكماء الأزمنة القديمة

في معركة عشائر في الجنوب في أوائل القرن العشرين تواجه الطرفان ولم
يبق غير رصاصة لكي تندلع المعركة ومع الصمت والسكون والترقب ،
دوت رصاصة من مكان،
لكن أحد الحكماء وهم كثر ذلك الزمان وقف منتصف الطرفين وهو يرفع عباءته صارخاً:
” هذه رصاصة مفتن”،
في موقف يذكّر بموقف الراهب ياناروس في رواية كازنتزاكي:
” الإخوة الأعداء”
عندما نزل للميدان بين الطرفين وهو يصرخ:
” المحبة، المحبة”.
عند التدقيق بتلك الرصاصة ظهر أنها من” دخيل أو لفو” هارب من قبيلته،
ومن مصلحته وقوع مجزرة. في لحظات من هذا النوع نحتاج هذا الحكيم ،
في زمن مسلح بكل شيء إلا الحكمة. زمن تسيطر عليه أبالسة من كل الأصناف ومن طراز خاص وخبراء علم نفس ومجتمع وتقاليد ولغات واساطير واغتيالات وحروب اهلية.
اليوم هناك خشية من اندلاع هذه الرصاصة من أحمق أو جماعة أو وكالة مخابرات أو حزب وهناك شحن اعلامي عنيف للدفع في اتجاه صراع أهلي مسلح وعادت اللغة الطائفية بزخم أقوى وأعنف،
بأساليب في منتهى المكر في النفخ بطرف والحط من طرف آخر وهم يكرهون الطرفين لأنهم دخلاء على الوطن سواء ولدوا فيه او جاؤوا عبر الحدود كجيوش ومخابرات ودول.
نحن جميعا في اليمين واليسار والمحايد والديمقراطي والاسلامي واليساري والعدمي واللامبالي في نظر العقل السياسي الامريكي والغربي الاستعماري عبارة عن ارهابيين اصناف: ارهابي مباشر وخطر داهم وارهابي محتمل وارهابي مؤجل وارهابي قد تخلقه ظروف غير متوقعة لذلك كان اسلوب الحصار السابق قد شمل الجميع والتهديد الحالي بالعقوبات الاقتصادية يشمل الجميع.
هذه الرصاصة لو انطلقت لا نعرف من تصيب لكننا نعرف بدقة وقراءة ومعلومات وتوقعات: الرابح فيها لن يأخذ شيئاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى