
صباح الخير يا سمر…
أردتُ أن أكتبَ لكِ كلماتٍ تُخفِّف عنكِ محنتك، وتُخبرك أني هنا، جواركِ، إن أردتِ مَن يحمل عنكِ بعض آلام الحياة.
لكنني، رغمًا عني، اكتشفتُ أني لا أستطيع فعلَ شيءٍ سوى الكلمات؛ أن أسمعها منكِ بأُذن الصداقة، أو أكتبها لكِ بلسان الأخوّة.
ربما الحياة لا تمنحنا دائمًا ما نرغب به، وتُعطينا ما لا نرغبه ونشتهيه.
الحياة ليست عادلةً بالكامل يا سمر، لكنني أثق أنها ليست ظالمةً بالكامل أيضًا.
نحن فقط مرضى بالإنسانية والإحساس المفرط.
بعض الأشياء التي يراها الناسُ عاديةً ويتخطَّونها، نحن لا نراها، بل تؤلمنا كشوكةٍ في الحلق لا نستطيع تجاوزها، ولا تجعلنا ننعم بلذّة الحياة.
لكنها تمضي يا سمر، نبتلعها ببعضٍ من لقيمات الصبر، ونرطّبها بماء الرضا، فتمضي ويزول ألمها بمضغ الأيام.
ما زلتِ صغيرةً يا امرأةً على كراهية العمر واستنزاف رصيدكِ من الأمل.
لديكِ صغارٌ أنتِ كلُّ أمانِهم، ينتظرون منكِ دائمًا وجبةَ أمومةٍ ساخنة، فلا تُحرقي الغدَ في سماء براءتهم.
كوني كما عهدتُكِ امرأةً قويةً، لا تدعِي اليأسَ يتسلّل إلى فراشها الآمن، فيسلبَ منها الراحة ولا يتركَ لقلبها سوى الأرق.
اسمعي مني، فأنا امرأةٌ أجبرتْني الحياةُ على السير في طرقها الوعرة، كي أصلَ لا لحلمي، ولكن لطريقٍ مُمهّدٍ يصلح للسير فيه لأميالٍ أُخَر.
آمني فقط أن الغدَ لكي يأتي، يجب أن تضعي يدكِ بين فَكَّي الوحوش لتُخرجيه.
لا غدَ يأتيكِ دون عناءِ حاضره.
عرفتُكِ قويةً تسخرين من الوجع لينْهزم، فلا تجعليه يكن آخرَ الضاحكين.
#ماذا_إن_صادفتِ_نفسَكِ_في_الطرقات؟