فيس وتويتر

السفير أيمن زين الدين يكتب :وقف القتال فى غزة

اليوم يوم أمل، لكن غداً سيكون يوم عمل…. فرغم أن توقف القتال وتدفق المساعدات -إذا حدث- سيكون أمراً طيباً لسكان القطاع، الذين عاتوا ما لا يتحمله بشر من قتل وتدمير وتشريد وجوع، فإن معركة حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه، وإنهاء هذا الفصل المظلم فى المنطقة، لا زالت طويلة، بدءاً باستكمال الانسحاب الإسرائيلى، والشروع فى عملية إعادة البناء المهولة التى يحتاجها القطاع، ثم إيقاف ما يجرى من جرائم فى الضفة الغربية، وإعادة بناء تنظيمات القيادة والحكم الفلسطينية، وصولاً إلى السيطرة على أطماع إسرائيل فى الأرض وفى الهيمنة، لتحقيق الحرية لفلسطين والأمن والرخاء لباقى دول المنطقة….
هذا يتطلب مواصلة أقصى درجات الضغط على إسرائيل، ومنع تسرب أى شعور -فى المنطقة أو فى العالم- بأن هذا الاتفاق يعنى انتهاء المشكلة، وحرمان نتنياهو من القدرة على ادعاء انه حقق انتصاراً، أو أن منهجه فى الإبادة الجماعية، بما يشمله من قتل وتدمير هائل، هو المنهج الصحيح فى التعامل مع الفلسطينيين أو مع دول المنطقة، والاستمرار فى محاصرة إسرائيل دبلوماسياً وقانونياً وإعلامية وشعبياً على المستوى العالمى، بل وتصعيده، لأن هذا هو السبيل الوحيد لإقناع الشعب الإسرائيلى أن بديل إعادة الحقوق للفلسطينين هو الحصار وليس والانتصار، وأن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لقيامها بالاختيار الخاطئ (وقد أدرك ترمب ذلك عندما قال لنتنياهو أن إسرائيل لا تستطيع محاربة العالم)….
هذا الفصل من معركتنا -أى معركة الشعب الفلسطينى والدول العربية وشعوبها، وكل أحرار المنطقة والعالم- مع إسرائيل بدأ للتو، وتنتظرنا فيه أوقات صعبة وخطيرة، تحمل لنا تكلفة كبيرة، لكنها معركة أصبحت حتمية، لأن إسرائيل -بوضعها الحالى- لم تعد تملك القدرة أو الرغبة فى التعايش مع أحد أو احترام أحد أو مراعاة مصالح أحد، حتى حلفائها، ولأن تكلفة محاولة مهادنتها وتجنب إغضابها، أكبر بكثير من تكلفة التصدى لها، فى الوقت الذى أصبحت لدينا فرصة غير مسبوقة لتوسيع قاعدة المساندة للحقوق الفلسطينية عالمياً، وهى الفرصة التى لا ينبغى التفريط فيها أو تركها تتقلص وتذبل…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى