ثكلى ………. بقلم // عيسى جعفر // اليمن

ثكلى..
قصة قصيرة
استيقظت قبيل الفجر بحوالي عشرون شهقة..بدموعها توضأت وصلت ركعتين..
برحى العمر المتهالک طحنت سنابل القهر..عجنت دقيقها الاسود بماء المرارة..وصنعت منه رغيف صبر ..تناولته على عجل..ثم غادرت البيت شعثاء غبراء حافية الخفق..محنية الظهر تسير بقدمين منهكتين ..تحمل حزنها الذي تعملق فاضحى آن إذ ضعف وزنها..المقبرة غايتها تسير وبين يديها يرقص جنونها..
كانت ذاهبة الى قبر ابنها القاتل الذي وارت جثمانه بالامس..بعد ان لقي مصرعه على يد رفاقه الاوغاد..
بين يدي قبره جلست وعروقها تنبض بالذكرى..و برغم جوعها الشديد الى الحديث اليه لكنها لم تستطع قول شيء إذ كانت لغتها حينها امام ناظريها تغرق في لجة دمعها..كل ما استطاعت قوله سؤال عقيم ظامي في ظاهره يبدو اشد موتا من حبيبها النائم في حضن الهلاک..قالت:
تبا لک..نسيت بالامس ان اسألک:
الحب الذي ارضعتک اياه..اين أضعته..؟!!
عيسى جعفر
اليمن
8/10/2025