السفيره أمل مراد تكتب :علاقة اليمين اللاتيني بإسرائيل قوية وعميقة

علاقة اليمين اللاتيني بإسرائيل قوية وعميقة، ولا يمكن فصلها عن:
١- البعد العنصري الإثني في التكوين الاجتماعي لهذا التيار في دول ما بعد الاستعمار في أمريكا اللاتينية، فاليمين هناك امتداد للمستعمرين البيض أصحاب المزايا في مجتمعات الفوارق الطبقية لصيقة بالاختلاف العرقي وبالتاريخ الاستعماري، وهو ما يجعلهم يرون في نجاح إسرائيل في مشروعها أملا وإلهاما.
٢- الدور الإسرائيلي، بالذات في المجال العسكري الأمني، بالوكالة عن الولايات المتحدة في الحرب الباردة ضد الثورات الشيوعية في أمريكا اللاتينية وفي مساعدة الديكتاتوريات العسكرية واليمينية القمعية لتفادي تكرار نموذج الثورة الكوبية، وهو الصراع الذي قد يكون قد فقد قيمته الجيواستراتيجية بانتهاء الحرب الباردة، ولكنه لم يتوقف عن أن يكون محوريا في المجتمعات اللاتينية التي أنجزت الكثير في مجال النمو الاقتصادي وبعض مؤشرات التنمية الشاملة، ولكنها في الأغلب الأعم لم تتخط الانقسام والاستقطاب الاجتماعي بين أصحاب المزايا والمحرومين منها .
في هذا السياق يمكن فهم هذا التطوع من الحائزة على جائزة نوبل للسلام لتقديم فروض الولاء رغم العار الذي لحق بإسرائيل في العامين الأخيرين.
الحائزة على نوبل للسلام ليست مناضلة من أجل الديمقراطية بقدر ما هي محاربة ضد ديكتاتورية يسارية بسبب يساريتها لا ديكتاتوريتها، بمعني أنه لا يمكن حرمانها من صفة محاربة الديكتاتورية، لكني لا أتصور أنه يمكن منحها لقب مكافحة من أجل الديمقراطية.