وحدة من جيش مدغشقر تعلن دعمها للمتظاهرين المناهضين للحكومة وتحذر من الانهيار

في تطور لافت للأزمة السياسية المتصاعدة في مدغشقر أعلنت وحدة تابعة للجيش، لعبت دورا محوريا في انقلاب 2009، دعمها للمتظاهرين المناهضين للحكومة
وحذرت الوحدة من انهيار الخدمات الأساسية وتدهور سبل العيش في البلاد. وجاء في بيان مصور صادر عن مركز إدارة شؤون الأفراد بالجيش (كابسات)، تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن البلاد تواجه “انهيارا في الخدمات الأساسية وسبل العيش”، داعيا قوات الأمن إلى عدم اتباع الأوامر غير القانونية بشكل أعمى.
وقال البيان: “على الشرطة والجنود أن يتذكروا أنهم من الشعب ويجب أن يكونوا في خدمته، لا ضده.”
وكانت العاصمة أنتاناناريفو قد شهدت، يوم الخميس الماضي مسيرة شارك فيها نحو الف محتج، قادتها حركة شبابية تعرف باسم “مدغشقر الجيل زد”، احتجاجا على الأوضاع المعيشية وغياب الإصلاحات. وقد اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريقهم، وسط انتشار مكثف لقوات الأمن في الشوارع.
ووفق التقارير، دخلت هذه الاحتجاجات أسبوعها الثالث، وتعد الأكبر منذ سنوات في هذه الدولة الواقعة في المحيط الهندي قرب سواحل موزمبيق.
وبدأت المظاهرات على خلفية انقطاع المياه والكهرباء، لكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات سياسية واسعة تطالب باستقالة الرئيس أندريه راجولينا، وسط اتهامات بالفساد والمحسوبية.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة أقال راجولينا مجلس الوزراء بالكامل، إلا أن الحركة الشبابية رفضت تلك الخطوة واعتبرتها “غير كافية”، كما رفضت دعوة رسمية للحوار مع الرئيس.
وأفادت الأمم المتحدة بأن المظاهرات منذ اندلاعها أسفرت عن مقتل 22 شخصا وإصابة العشرات، بينما نفت الحكومة هذه الأرقام، دون تقديم بديل رسمي. كما لم تعلن السلطات حتى الآن عن حصيلة رسمية للإصابات خلال المواجهات الأخيرة.
يذكر أن وحدة “كابسات”، التي أعلنت دعمها للاحتجاجات، كانت طرفا رئيسيا في انقلاب عام 2009 الذي أوصل راجولينا إلى السلطة لأول مرة. ويثير تدخل هذه الوحدة حاليا مخاوف من تكرار سيناريو الانقلابات العسكرية، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على انقسام داخل المؤسسة الأمنية.
ويرى مراقبون أن دعم الجيش أو أجزاء منه للمحتجين قد يؤدي إلى تصعيد خطير في الأزمة السياسية، ويزيد من تعقيد المشهد الداخلي في ظل رفض المحتجين لأي حلول وسطية لا تشمل رحيل الرئيس الحالي.
المصدر: وكالة الأنباء الألمانية+ RT