كتاب وشعراء

وشم بلا جلد…زكريا شيخ أحمد

وشم بلا جلد
——————
( رحلة بين الجدار و ظلِّه )

في الممرِّ الضيّقِ بين الجدارِ و ظلِّه،
تركوني يتيمَ الأصداء،
كأنّني حرفٌ نجا من الحريق
ليحاكمَهُ الرماد.

الوجوهُ التي عبرتني،
لم تلتفتْ لتتأكَد إنْ كنتُ حجراً أم قلباً ،
كلُّ ما فعلتْهُ أنّها وضعَتْ أصابعَها
في أفواهِ العيون،
كي لا ينكشفَ النبضُ المتأخِّر.

أنا لا أكتبُ…
أنا أدفنُ أجنحةً مكسورةً
في رملٍ لا يبللُهُ البحرُ،
و أنتظرُ أنْ يشيخَ الجناحُ
ليصيرَ شجرةً تُظلّلُ صمتي.

هناك…
في عمقٍ أبعد من قدرة النظر،
تجلسُ الكلماتُ كطيورٍ عمياء،
تتحسّسُ الفراغَ بمنقارِها
و تتركُ على الهواءِ
أثراً لا تراهُ العيونُ
لكن يثقلُ على الأرواحِ
كوشم ٍبلا جلد.

الصمتُ الذي يحيطنُي
ليسَ غياباً …
إنّهُ قطيعٌ من وجوهٍ
يعرفُ الطريقَ إليّ
و يتعمّدُ الضياع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى