كتاب وشعراء

أجنحة النور ….بقلم مريم حسين أبو زيد

(قصيدة نثرية)
أرقصُ على أطرافِ ممراتِ الشمس، حيثُ النورُ يُناغي ظلالَ الأحلام. هناك، حيثُ تذوبُ الجدرانُ بين الحقيقةِ والخيال، أخلعُ ثقلَ الجسدِ لأطفوَ في بحرٍ من أسرارٍ لم تُحكَ بعد.
ألملمُ شظايا الأملِ المتناثرة على شاطئ الزمن، تلك التي خلّفها المدُّ وراءه. أضعُها في جراب قلبي، وأنثرُها بذوراً في تربةِ الغدِ البكر. ثمَّ أطيرُ بها، بعيداً.. بعيداً.. نحو عالمي الموازي، حيثُ الصدقُ إكسيرُ الحياة، والكلمةُ نقيةٌ كندى الفجر، لا يعرفُ الوجهُ فيها قناعَ النفاق، ولا تُخْنَقُ الحقيقةُ في دهاليزِ المجاملة.
لكنّ السرابَ كاسرٌ أجنحتي.. يلفُّ عالمي بوشاحٍ من ضباب. كلما اقتربتُ من ينبوعٍ، وجدتُه رسماً على الرمال. كلما ظننتُ أني اخترقتُ الحجاب، اكتشفتُ أني أضيعُ في متاهةٍ تلمعُ جدرانها كالذهب، لكنها تخلو من النوافذ.
لذا.. أتمردُ.
أهجرُ مكاني هذا، هذا الصندوقَ المُزيّفَ بالذهبِ والترانيم. أرفضُ أن أكونَ صدىً لغيري.
أكسرُ قيودَ المداراتِ المُعتادة، وأقطعُ الخيوطَ التي تربطني بالأرض. أتحررُ من جاذبيةِ الواقعِ الرمادي.
وها أنا ذا.. أطيرُ مع السحاب، ألاطفُ الطيورَ في طريقها، وأسكبُ أغانيَ على المروجِ والغيوم. أصبحتُ حرةً في فضاءٍ لا يحدهُ سقف، ولا تُقيّدهُ حدود أتنفسُ برئتي روحي، وأعانقُ بذراعي الأفق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى