عبور بلا عيون…..بقلم حنان عبد اللطيف

ريثما تغادرني لثغة الصمت
لا تكترث لجنون البحر
إذ داهمكَ في اخر وطن
يتناسى مايقول فيه
الرجال للنساء
لا تكترث
و ارمِ بظنونكِ في عمق السذاجة
ستزهر يا صديقي
بعد عصر الفداحة
مواسم المطر
ستتهجى الأرض الطيبة
دعس الخُطا
تدوّن أرقام المقاعد
والحارات والبيوت الفارغة
تصالح حقول القمح
و تسلّم على النارنج والاقحوان
ويشرئب عنق القصائد
لتبرم صلحاً مع العشاق
يا ابن قلبي
تعال معي
لترى كيف يرمي البحر عباءته الصيفية
عند قهوة المشتاق
و كيف تحالف الليل الأليل
مع آهاتنا و أحزاننا
و طواها بين رموش الأمنيات
تعال معي
أيها المتدلي من نخيل القلب
لترى كيف ينكسر ظلي الشاهق
كلما لامس ضوء الحكايا الممزقة
فجر خيباتي البالغ العلو
فيا لصبري الطويل …!
تعال
لترى كيف رسّم ابي الفضيلة
مفتاحاً لي عند كل باب
كلما دق نبض امي في قلبي دفئاً
حصدت سوسناتي
مواسمي و الغلال …!
تعال
يا ابن الفصاحة والغياب
لترى كيف اخبئ كل صباح
قصائدي البِكر في قمصان الحذر
واقدمها قرباناً لآخر كلمة حب توقفت في قلبي
يا ابن قلبي
انتظرتكَ عمرين و ألف ياسمينة
و الف حكاية دمشقية عصية على الإفصاح
و انتَ … انتَ
تراهن على الوقت
على الصدى الملثم بالفراغ الكئيب
على حلم يبدد ضجر الليالي
فوق شاطئ النعاس
على وطن نأى عنا
وباعنا الأكفان على قارعة الترهات
تعال
فقد تحجّرت الكلمات في قصيدتي
و الأسماء غابت عني
إلا اسمك المشابه للمطر
فقلبي المنّزه عن العناق
يأنس ببراءة الأحلام
ليكتبكَ حلماً فتياً
يطارد سفر الغيمات
هامش
______
لا الوطن ينبغي له ان يطال مجده الغرباء
ولا الشِعر تناله أقلام الأشقياء
و لا الحب يسابق الوفاء
وكل في فلك يسبحون