سَلَامًا عَلَيْكَ يَا قَلْبِي …بقلم ولاء شهاب

يا قلبي،
كم مررتَ بالألم،
وكم وجعتَ بصمتٍ لا يسمعُه أحد…
سلامٌ عليك،
حيثما كنت،
وحيثما مررتَ من مكانٍ
تركتَ فيه نبضًا، أو بقايا أثرٍ ..
وغَرَستَ بصمة لا تنسي…
سلامٌ عليكَ،
حين رفضتَ الهزيمةَ وانتصرتَ،
حتى وأنتَ تنزفُ دمًا
مِمَّا مرَّ بك من غدرٍ وخذلانٍ…
ما أعظمَك يا قلبي،
حين بقيتَ نقيًّا،
فالعَيبُ أبدًا ليسَ في نَصاعةِ بَياضِك
الذي لم يستطع أن يُلوِّثَهُ رُخصُ هذا الزمان،
وإنّما العيبُ في أولئكَ الذينَ اجتمعَ فيهم
كلُّ شرورِ الإنسِ وألاعيبِ الجانِّ…
وَسَلَامًا عَلَيْك،
إِذْ أَحَبّك اللهُ،
فَكَشَفَ لَك سُوءَ نَوَايَا الْبَشَرِ،
وَأَرَاك وُجُوهًا كَانَتْ تَبْتَسِمُ زَيْفًا،
وَقُلُوبًا لَا تَعْرِفُ مَعْنَى الْوَفَاءِ…
فشكرتَ الخذلانَ يا قلبي،
لأنَّك به نجوتَ،
وبه عرفتَ أنَّ النَّجاةَ ليست دائمًا في البقاء،
بل في سقوطِ الأقنعةِ التي تُبصرُ الحقيقة،
وثمَّ في الرَّحيلِ بشموخٍ
عن كلِّ من لا يعرفُ قيمةَ النَّقاء.
فأرادَ اللهُ لكَ
أن يُضيءَ بصيرتَكَ قبل أن يفوتَ الأوان،
كي لا تُلدغَ مرّتين،
ولا تضلَّ طريقَك مرّةً أخرى.
ويا قلبي…
سلامٌ عليكَ،
وأنتَ تئنُّ وحيدًا في عزلتِكَ،
تكتمُ الحنينَ بين يديكَ الحنونتين،
وتخنقُ الشوقَ الذي كانَ يعصفُ
بأعماقِ وجدانِك.
سلامٌ عليكَ،
حين يُعيدُ اللهُ لكَ نبضَك،
ويغسلُ بجبرِه ما تبقّى فيك من وجع،
فتعودُ كما خُلقتَ…
نقيًّا، مطمئنًّا، آمنًا بالسَّلام.
نعم يا قلبي…
سلامٌ عليكَ،
حتى يفنى من الدنيا السلام…