كاريكاتير
قاعة التعرف على الجثث….بقلم هيام جبر

في قاعة التعرف على الجثث
أمهات واخوات ورجال
على مقاعد بلاستيكية ينظرون بتمعن على شاشة
تعرض لهم صورا دون أسماء
مجرد الجسد غدا شيئا
متعبا مشوها لأبناء واخوة وازواج
إمرأة في الخمسين
تقول باكية احاول التعرف علىه
لم أحصل على شيء أدفنه
تكمل لم تعد لهم ملامح
لا وجوه لا عيون لا تفاصيل
وكأني بحال الكون يضيق
فلا هواء ولا أكسجين إنه الرماد
ونحن بلا ملامح
اكرم المناصرة يخبر
تعرفت عليه من شكل اسنانه
وشامة على انفه
وابني الثاني لم اتعرف عليه
أم ثالثة تبحث عن ابنها من شكل اصابع قدميه وتتنهد بحرقة مسموعة
وكأننا قد غدونا طعما مستساغا لماكينات القتل والتعذيب
في براري الأرض والأدغال يا الله
ذئاب لا تستأمن في قول أو فعل
تلك الحياة عقيمة
فادخلنا إحدى غابات الوجود
في عتمات الليل علنا نسترد
بعض ضوء الروح
والبحر يجود