لا… ما طعنت النور..شعر: أمل زيدان

لا ….. ما طعنت النور
لماذا الحضور والشعر هنا
ملعون ومطرود ومتهم بالجنون والشذوذ
ومهما تمردت الحروف على الخنجر
يسيل منها العجز بكل اتجاه
وترفع راية الهزيمة بآخر السطور
وما الكتابة إن لم تكسر جليد الخوف
وأن لم توزع الحرية بالعدل
على ساكنين كزجاج مكسور خلف جدران الموت
وما فائدة القصيدة إن لم نتجاوز
معها كل الاشارات الحمر
وإن لم نكسر قمقم الصمت
وإن لم نجعل الحق ينتفض لذاته
على صدى أصواتنا لينهض من كهف سُباته
فبمن نحتفي
هل نصفق لشاعر من خياله مذبوح
والانتصار على أصابعه مهزوم
والمنبر إذا ما اعتلاه علم نتنسم من كلماته وطناً
لا يخاف علينا من المجهول
ولايقلق فيه اليوم على غدٍ من لعنة المآسي
هل نكون جميعاً أبطالاً في مسرحية هزلية
والكل في دوره يتقن الزيف والغرور
يا صديقتي ما كفنت حياتي بثوب اليأس
لا وما طعنت النور في كبد الفجر
ولكن قلبي ممزق وأشلاؤه
بشوارع ابكيها وتبكيني
والغربة تشهر سيفها بوجهي
لأكون فريسة الذكريات
بعدما أصبحت كل الأماكن منفى
وبقاياي يقتلها الشوق
فلماذا أحضر جسداً والروح
علقت على صليب الغياب
ووعدٌ مني إن نزلتْ عنه
يوماً سأكون أول الحضور
# أمل #