غير مصنف
وصال

وصال
نجاح الدروبي
أسند رأسه على قبر أمِّه وراح يبكي بحرقة.. الأشجار المنتصبة بقامتها العالية ربتت على كتفه، ومدَّت جذوعها لتُمسكَ بيديه.. الشقائق الحمراء النابتة بكثرة لوَّحت له بحمرتها.. القبور المحتشدة بأجساد الأعزَّاء تحرَّكت صوبه، حتى أنَّه سمع أنفاس والدته وكأنَّها تحثُّه على المتابعة؛ فجأةً هطول المطر من سحابة عينيه توقَّف.. رداء الخوف سقط.. ظلام الروح تلاشى، ثمَّ أبرقت سماء نفسه وأرعدت وزمجرت وعصفت في وجه كاليغولا..