سُلَّمُ الظِّلِّ…بقلم حيدر البرهان

أَمْشِي،
وَحِذَائِي يَخْلُقُ الأَرْضَ مِنْ جَدِيدٍ.
كُلُّ خُطْوَةٍ
مِحْوَرٌ لِعَالَمٍ.
تَحْتَ نَعْلَيَّ،
تَتَكَسَّرُ الآثَامُ،
فَتَنْبُتُ أَجْنِحَةٌ.
هَذِهِ أَخْطَائِي
لَيْسَتْ حِمْلًا،
بَلْ هِيَ نَبْعٌ
يَنْضَحُ بِالمَعْنَى.
كُلُّ زَلَّةٍ
وَعْيٌ يَتَمَخَّضُ عَنْ جَبِينِ الظَّلَامِ،
يَلِدُ نُورَهُ.
أَرْفَعُهَا إلَى الشَّفَقِ،
فَتُعَانِقُ السَّمَاءَ،
وَتَرْجِعُ إلَيَّ
نَسِيمًا.
هِيَ كالسَّحَابِ
تَمُرُّ،
فَتُخَلِّفُ فِي يَدَيَّ
بُذُورَ الغُيُوبِ.
أَمْشِي
وَأَضَعُهَا تَحْتَ قَدَمَيَّ،
لِأَرْتَقِيَ إلَى حُضُورِي.
فَوْقَ صَحْرَاءِ الذَّاتِ،
كُلُّ خَطِيئَةٍ
وَاحَةٌ
تُظِلُّ رُوحِي.
لَسْتُ أَهْرَبُ،
بَلْ أَسْتَدِيرُ
لِأُلَاقِيَ نَفْسِي
فِي مِرْآةِ الهَبَاءِ.
هَذِهِ الأَخْطَاءُ
رَمَادُ أَجْنِحَةٍ
سَطَرَتْهَا النِّيرَانُ،
سَتَطِيرُ بِهَا
إلَى مَا لَا يُدْرَكُ.
تَحْتَ قَدَمَيَّ
يَنْعَقِدُ الصَّمْتُ
وَتُولَدُ الأَلْحَانُ.
كُلُّ سُقُوطٍ
بُرْهَةُ نُورٍ
تَبْزُغُ مِنْ كَسْرِ القُلُوبِ.
أَمْشِي
لِأُلاَمِسَ فِي العُلُوِّ
بَحْرَ السَّكِينَةِ،
حَيْثُ تَرْقُدُ الأَضْلاَلُ
مُعَتَّقَةً فِي جَرَّةِ الوَقْتِ.
وَأَنَا
لَا أَحْمِلُ إلَّا ظِلِّي
وَأَخْطَائِي
سُلَّمًا مِنْ ضَبَابٍ،
أَصْعَدُ فِي دُخَانِ الذَّاتِ
لِأَكْتَشِفَ
أَنَّنِي
لَمْ أَكُنْ سِوَى خَطِيئَةٍ
تَرْفُلُ فِي ثَوْبِ كَمَالٍ.