كتاب وشعراء

الكون معمور ولسنا وحدنا ….بقلم محمد نبيل كبها

هذه السبعة أراضين “سبعة كواكب أرضية” هل تستضيف الحياة؟ وهل هذه المخلوقات الفضائية أو المجهولة عنّا لا تشبهنا، أم أنها تشبهنا؟ وهل بحوزتهم الذكاء الرقمي المتواجد لدينا؟

فرضيّاً هناك إحتمال أن تكون ملايين الحيواة العاقلة في الفضاء، ولكن علميّاً وتجريبيّاً لا يوجد شيء يصدق هذا الإحتمال! فنحن لم تصلنا أيّة إشارة أو رسالة من الفضاء، أو من أي كوكب في السماء.

العالم والفيزيائي الإنجليزي (جون ديفيد بارو) والعالم الفيزيائي الأمريكي (فرانك جى تيبلر) قالا بأنه من النادر جدّاً أن تكون هناك حياة عاقلة في الكون، وأن كوكب الأرض إستثنائي ولا شبيه له في الكون، بِخلاف كلّا من العالم الفلكي والفيزيائي الأمريكي (فرانك دونالد دريك) والعالم الفيزيائي المتخصص بعلوم الفلك (كارل إدوار ساغان) الذين أكّدوا أن هناك ملايين الحيواة العاقلة في الكون، وأن كوكب الأرض ليس إستثنائي، ويوجد الملايين من الكواكب المتطابقة له ولخصائصه.

بينما هناك ثُلةّ قالت أنه يوجد حياة عاقلة في الكون، ولكنها لا تريد التواصل معنا، لكوننا كائنات بسيطة وحقيرة ومتخلفة بالنسبه لهم! وهناك قلّة أخبرت أن هناك حياة عاقلة في الكون، وأنهم هاتفوهم وتواصلوا فعليّاً معهم! ولكنهم وضّحوا أننا لا نستطيع أن نكتشف ذلك وأن نتناوله أو حتى أن نستوعبه.

إن المؤكد لنا أن الدواب تستوطن الأرض، ولكن هل هناك دواب تستعمر السماء أو الفضاء؟ وإن كان هذا حقاًّ، هل هذه الدواب عاقلة أم لا؟!

إنني أعتقد أنه بالإمكان وجود دواباً تسكن السماء، ولا أقصد الملائكة بقولي هذا!؟ لقوله تعالى: “ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة” (الأية رقم 49 من سورة النحل) حرف الواو في الآية الكريمة هي عطف للإختلاف، إذن الملائكة ليست دواب! واحتماليّة وجود مخلوقات تفترش السماء واردة بشكل كبير!

قال تعالى: “وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍۢ مِّن مَّآءٍۢ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰ بَطْنِهِۦ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰٓ أَرْبَعٍۢ ۚ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ” (الأية رقم 45 من سورة النور) اذن الدواب خلقت من ماء! ووصفهم كما جاء في الآية “فَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰ بَطْنِهِۦ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰٓ أَرْبَعٍۢ”، وهذا الخلق والوصف يختلف كليّا عن الملائكة، فلقد جاء عن الرسول ﷺ أنه قال: “خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ”، وفي وصفهم قال تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (الأية رقم 1 من سورة فاطر) وهذا يؤكد أن الملائكة ليست هي المقصود! كما أنهم ليسوا الجان، فقد قال تعالى فيهم: “وخلق الجان من مارج من نار” (الأية رقم 15 من سورة الرحمن) إذن، من الممكن جدّاً أن تكون السماء مسكونة بدواب! وهذه الدواب ليست الملائكة ولا الجن.

هذه الدواب لا نعلم شكلها أو وصفها أو حجمها أو عددها أو جنسها، أو أي أدنى معلومة عنها! قد تكون على كوكب ما في هذا الكون الفسيح، وقد يكون هناك حياة عاقلة على كون آخر!

هناك من علماء المسلمين من ذهب الى القول بأنه قد يكون هناك دواب أو حياة عاقلة ما على إحدى هذه الكواكب أو المجرات، كالخطيب والمفسر (فخر الدين الرازي) والعالم والفقيه التونسي (محمد الطاهر بن عاشور).

عالم الفيزياء الشهير (آينشتاين) كتب مرة يقول: “إذا كان هناك أكوان فهي بالبلايين، وهي على الأغلب شبيهه لكوننا، ويستحيل أن تخلوا كلها من الحياة، وفي هذا الكون نحن لسنا وحدنا”، أما عن الفلكي الأمريكي (كارل إدوارد ساغان) المتخصص في دراسة الحياة العاقلة، كتب مرة يقول: “يستحيل أن لا توجد حياة عاقلة أخرى في هذا الكون الفسيح، ولو كانت لا توجد حياة على كوكب آخر فإن هذا يعتبر هدرا لمساحة هذا الكون العظيم!”.

قال تعالى: “وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء” (الأية رقم 31 من سورة الشورى) هل هذه إشارة إلى إستعمارنا للكواكب في مجرتنا أو خارجها يوماً ما من خلال الثقوب الدودية مثلا؟! أم أنها تعني أنه قد تكون نقطة بداية إلتقائنا بهذه الكائنات الأخرى بالفضاء؟!

أما عن قوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ” (الأية رقم 29 من سورة الشورى) فهي دلالة على وجود حياة في كواكب أخرى غير كوكبنا، وأن الله قادر على جمعها! وهو هنا لا يتحدث عن يوم القيامة، لأنه تعالى قال: “قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ” (الأية رقم 12 من سورة الأنعام).

كلمة “ليجمعنكم” في الآية، تعني ليجمعنك في الآخرة! أي أن ذلك حاصلا يقيناً أنه سيجمعنا يوم الحساب، وليس الجمع معلق بالمشيئة في هذا الموضع، ولكن في الآية السابقة الجمع معلق بالمشيئة، وتعني “إذا شاء الله سيجمع في هذه الدنيا الدواب التي تسكن السماوات والأرضين”.
إن الكون معمور ولسنا وحدنا!!

الكون معمور ولسنا وحدنا؟! / بقلم المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى