على قارعة القلب…..بقلم هند بومديان

على قارعة القلب
أخبِرونا،
أين تُباع قَوارير النُّعاس لنُسكِت صخبَ الذاكرة، وأين تُصفّى نوايا الناس من شوائب الزيف؟
أين نلتقي بظلِّ الحنين الهارِب من أجسادِنا، لنتدثّر به حين يفيض وجع الأمس فوقنا؟
نحنُ نبحث عن ذاكرةٍ مثقوبةٍ، تُسرّب منّا ما أثقل أرواحَنا من خيباتٍ ووجوهٍ خذلتنا،
نبحث عن نسيانٍ نقيٍّ كطفولةٍ لم تكتشف بعد مرارة العالم.
لقد سَئِمنا الحرب التي تستوطن صدورَنا،
تلك المعركة الصامتة بين ما كنّا نؤمن به وما اضطررنا إلى تصديقه،
سَئِمنا نزيفَ الأفكار وهي تتهاوى على جدران الخَيبة،
وسَئِمنا محاولاتنا البائسة لرتق فراغٍ لا يُرتَق.
نُريد سكونًا يُسكب فينا كما يُسكب الضوء في عتمةٍ موصدة،
سلامًا يطفئ قلقَ الأرواح، وطمأنينةً تشبهُ حِضن الغياب،
حيث لا صوت سوى نبضٍ مطمئنٍ يهمس: كفى.
هذا العالم لم يَعُد يُخيفنا،
لقد تجاوز الخوف قدرتَه على إخافتنا،
صِرنا نحن من نُرعِبُ أنفسَنا بما نحمله من ظلالٍ وأفكارٍ وجروحٍ لا تندمل.
فكُلّما حاولنا الهرب منّا،
وجدنا ذواتَنا تنتظرُنا على قارعة القلب،
تُطِلّ علينا بعينٍ دامعةٍ وصبرٍ موجِع،
كأنّها لا تريدُ النجاة… منّا.







