مصطفي السغيد يكتب :نهاية حرب أوكرانيا في الشتاء .. إما بالإستسلام أو حرب عالمية

يبدو أننا اقتربنا من الشتاء الأخير في الحرب الأوكرانية، فكل الشواهد تؤكد أن القوات الروسية حققت تقدمات مهمة، وسيطرت على معظم مدينة بكروفسك الاستراتيجية في دونيتسك، والتي كانت المعبر الرئيسي لخطوط الإمداد للقوات الأوكرانية في المقاطعة، وبسقوط بكروفسك يسقط معها مدينة ميرنوجراد المطوقة تماما والمتاخمة لبكروفسك، وكذلك اقتربت من السيطرة الكاملة على مدينة كوبيانيسك في مقاطعة خاركيف، وأصبحت على حافة مدينة ليمان في أقصى شمال دونيسك وسيفرسك جنوبها، ولم يعد أمام القوات الروسية مدن كبيرة هامة عدا كراماتورسك، لتكون القوات الروسية قد أحكمت سيطرتها على إقليم الدونباس تماما. وحتى تستكمل السيطرة على مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون فإنها تهاجم ما تبقى من زاباروجيا من ثلاثة اتجاهات، الغرب والشمال والشرق، بعد أن توغلت في مقاطعة جديدة هي دنيبرو بتروفسك، كما بدأت في شن هجوم على ما تبقى من مقاطعة خيرسون، وبذلك تكون روسيا قد حققت كامل أهدافها العسكرية، بالإضافة إلى ما حققته من اقتطاع أجزاء كبيرة من ثلاث مقاطعات أخرى هي خاركيف وسومي ودنيبرو. أعدت روسيا حملة الشتاء بقوات كبيرة إضافية، ودمرت خطوط إمداد القوات الأوكرانية، ونحو 70% من قطاع الطاقة (الغاز والنفط والكهرباء)، وتستكمل ضرباتها لتصبح أوكرانيا في حالة شلل كامل مع دخول الشتاء، وتتوقف جميع صناعاتها العسكرية والمدنية، ولا تستطيع أن توفر الكهرباء والتدفئة للسكان في أشد ضغط من نوعه على القوات الأوكرانية، التي تتراجع يوميا، بعد أن فقدت خطوط دفاعها الحصينة، ولا تجد إلا البلدات والغابات ملاذا لها. لهذا نجد أن لهجة أوروبا والولايات المتحدة أصبحت أكثر عدوانية، وتلوح بحرب شاملة مع دول حلف الناتو، وتتوعد روسيا بإمداد أوكرانيا بأسلحة أكثر فتكا منها صواريخ توماهوك الأمريكية، لتعتبر روسيا أن إمداد أوكرانيا بتلك الصواريخ بعيدة المدى، والتي يمكن أن تستهدف العمق الروسي، والقادرة على حمل رؤوس نووية بمثابة ضربة نووية، وأن الولايات المتحدة ستكون من أطلقها، لعجز القوات الأوكرانية على إطلاقها، وبالتالي تدخل روسيا في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة، ولهذا قرر الرئيس الأمريكي ترامب تأجيل البت في إمداد أوكرانيا بصواريخ توما هوك، لكنه طلب من الرئيس الروسي بوتين وقف الحرب عند خطوط القتال الحالية، وهو ما رفضه بوتين دون الإعلان عن موافقة أوكرانيا على الشروط الروسية، وفي مقدمتها الإعتراف بسيادة روسيا على الأقاليم الأربعة، وعدم الإنضمام إلى حلف الناتو، والحد من التسلح، وخفض القوات، والإعتراف باللغة الروسية التي يتحدث بها عدد كبير من ذوي الأصول الروسية في أوكرانيا، ومنحهم جميع الحقوق دون تمييز. وترى أوروبا أن الإذعان لشروط روسيا يعني الإعتراف بهزيمة حلف الناتو أمام القوات الروسية، وهو ما يمثل إهانة لأوروبا والولايات المتحدة، ويفقد الناتو هيبته العالمية. هكذا وضعت أوروبا العراقيل أمام اتفاق بين الرئيسين الروسي والأمريكي في العاصمة المجرية بودابست، التي كانت مرشحة للقاء القمة. لكن ماذا بعد؟ لن يتغير شيء بفؤض عقوبات على شركات النفط الروسية، فقد استنفذت أوروبا وأمريكا كل العقوبات، ولهذا لا يوجد سوى أحد خيارين، فإما استسلام أوكرانيا مع هجوم الشتاء أو تحول الحرب الأوكرانية إلى حرب عالمية.







