كتاب وشعراء
حنينٌ يسيرُ على ظلِّ يومٍ قديم…بقلم عامر المطيري

كأنّي أعودُ إلى أوليَّةِ الحلمِ،
أُقَلِّبُ أوراقَ قلبي هناكْ،
فَيَنهضُ نَملُ الطفولةِ فيَّ،
يُعيدُ بناءَ الغيابِ بصبرٍ عميقٍ،
كأنَّ الترابَ يُصغِي إليّ.
وفي جهةِ الضوءِ، نَحلٌ يُداري الرحيقَ،
يُسائلُ زهراً تناهى وذابْ،
كأنَّ الحنينَ يُعلِّمُهُ أنْ يُقيمَ
على جُرحِ نايٍ، وأنْ لا ينامْ.
فيا أيُّها القلبُ، لا تستفقْ،
دعِ الوقتَ يمضي كأحلامِ نحلٍ،
إذا نامَ، غنَّتْ خلاياهُ من فرطِ ما حَلمَتْ
بالسُكَّرِ الضائعِ المستعادْ.
أنا حيثُ كنتُ،
وفي كلِّ رُكنٍ يمرُّ النسيمُ عليهِ
أراكْ…
كأنَّ الوجودَ يعودُ خَطاهُ
إلى خُطواتِ النملِ الأولى،
إلى ما بدأْنا،
إلى ما انمحى،
إلى ما يُقالُ… ولا يُستعادْ.







