كتاب وشعراء

الخروج من العلبة… محمد حمدي

كيف ستخرج من العلبة هذا المساء
يا حبيبي
دهنوك بزيت الحاكم
صبوا عليك البهارات
والتوابل الوطنية
قالوا لك أنت ابن الدولة
وابن الله وابن الشيطان
غير أنك فقط لست ابن أمك
هذه الأرض مشرحة لك
ومسطبة للمنابر
حيي العلم المفدى
العق أحذية العساكر
لا تقل
لا تدع أنك شاعر
أي مشاعر
الشعر خيانة عظمى
وجريمة كبرى
مكتملة الأركان
الشعر جنون
وشذوذ
ومجون
ستكتب طلاسم وهذيان
وتهيم بالفنجان
وبالتلك التي في قعر الفنجان
وقارئة الفنجان
ونعود إلى العلبة
ماء ودخان
وزيت تشحيم لماتورات الديزل
كيف ستخرج من العلبة
هذا المساء
كيف
يا حبيبي أنا
كل الأصوات موصدة
العلبة تضيق
تكبر
تشف عن جلدك
عن ظلك المعلّق في السقف
الهواء ثقيل
والضوء يزحف على ركبتين
العلبة تنام
وأنت تتنفسها
تدور فيك
تطحنك
تسألك أن تبقى ساكناً
كزرّ في معطف قديم
كجملة لم تنته
كغيمة في نشرة الطقس
كيف ستخرج
يا حبيبي
وأنت لم تعد تعرف شكل الباب
ولا إن كان في الباب مقبض
ولا إن كانت العلبة أنت
أم أنك خرجت منها منذ زمن
ونسيت الطريق إلى نفسك
31/ 10 /2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى