كتاب وشعراء
رجل وامرأة … ريان الهليس

رجل وامرأة
لم يُخلقا من زمنٍ معلوم،
بل من شرخٍ نائم بين المعنى والعدم،
لا أسماء لهما في الألواح
ولا ظلّ في الذاكرة الأولى
هو:
يُقيم في التجويف البارد من اللغة،
يخاف الفراشات لأنها تذكّره بأن الخفّة قد تجرح،
يمشي كفجوةٍ بين المعنى وصداه،
لا يسبقه اسم، ولا يتبعه أثر،
ويكتب كي لا يراه أحد.
هي:
تُربّي الندم في قلبها كعصفورٍ بلا منقار،
تتكلم بيدين مذبوحتين من النعاس
وتصمت كنُطفةٍ تأخّرت عن الطين،
فلم تُنفخ فيها الروح،
ولم يُسحب منها المعنى.
كلاهما من نسل فيلومِلا،
لكن دون طيران:
لسانهما ممزق،
وأنشودة الخلاص لم تكتمل
تجمعهما الشجرة:
جذعٌ يحفظ أسماء من نسوا النطق،
وتفرّق بينهما الفراشة:
خفّةٌ لا تحتملها ذاكرة الطين.
هما:
نصفا نداءٍ لم يُجب،
وظلّ حنين بلا جهة.
ولا أحد يعود،
لأن العودة تحتاج لاسم،
وهما نسياه منذ البداية.







