سأعيركم كتابي… ريما آل كلزلي

سأعيركم كتابي ليوم واحد فقط
فالجمعة موعد استراحته…
وبعدها: سيحكي لي عن الأيدي التي قلّبته؛
وعن العيون التي جابت كلماته،
عن الصفحات التي انثنت في لحظة شرود،
وعن القهوة التي سكبت على غلافه دون قصد.
سيحكي عن قارئٍ عجولٍ مرّه كريحٍ خاطفة،
وعن آخرٍ أبطأ، ينقّب بين السطور كمن ينقب عن كنزٍ دفين.
سيحكي عن أيدٍ نظيفة صافحته بحنو،
وأخرى أثقلت عليه بالبقع والزوايا المثنية،
وعن فواصل كثيرة سكنته،
وعن فتاة صغيرة لم تجد فاصلًا فوضعت خيطًا من شريط شعرها الأحمر.
سعيداً سيحكي وحزيناً،
وسيروي لي كيف تعثر في يدٍ لم تفهمه،
وكيف أشرقت صفحاته حين وجد من قرأه حتى النهاية.
نم الآن يا صديقي،
فغداً سأجفف دموع صفحاتك،
وأعيد ترتيبك بحنان،
وسأضعك على رفك المفضل لتستريح من رحلة مرهقة.
نم الآن، دعني أُكمل قصتك،
فقد قررت ألا أعيرك بعد اليوم لمن لا يعرف قيمة الكلمات،
ولن أهدي صفحاتك لمن لا يقدّس المكتوب،
فأنت ذاكرة الكون التي أحتفظ بها بين يدي.







