فمكِ الفوضىوي … الحسيني أحمد / العراق

فمكِ الفوضىوي

لِنُعيدَ ترتيبَ الأشياء…
أنتِ تقولين أوّلًا: صباحُ الخير،
فتنكمشُ الشمسُ خجلى،
وتغلقُ نافذتها على الضوء.

يُصابُ القمرُ بالخسوف،
والصباحُ يتيهُ بينَ يديكِ،
وينسى كيفَ ينهضُ باكرًا،
فيتركُ الليلَ
كَشامةٍ من الحلمِ فوقَ الشفاه.

تعالي…
نعلّمُ المطرَ كيفَ يُمسكُ بالوردِ دونَ أن يُميتَه،
نسألُ الأشجارَ عن جذورِها الضائعة،
عن فصولٍ انتحرت في بطونِ الرياح،
عن أوراقٍ كانت تكتبُ رسائلها إلى الربيع،
ثمَّ غفت قبل أن تصل.

تعالي…
نفكُّ طلاسمَ القبلة،
نقرأُ تعويذتها الأولى على جلدٍ يرتجفُ من المعنى،
نصغي إلى القشعريرةِ
وهي تُترجمُ الصمتَ إلى لغاتٍ لم يتحدثها البشر بعد.

تعالي
نرتّبُ الأشياءَ من جديد
نضعُ القمرَ في كأسِ الشاي،
نزرعُ شجرةً في الحنجرة،
ونتركُ المطرَ يسيلُ من بينِ أصابعِ القصيدة.

وحينَ تنادينَ: صباحُ الخير،
تعودُ النجومُ إلى مقاعد الدراسة،
يتعلّمُ الوقتُ كيفَ يتأخّر،
وتتوضأُ الريحُ بدموعِ الورد،
لأن العالمَ، بعدكِ،
لا يعرفُ ترتيبَهُ بعد الآن.