أوَّلُ دروسِ النَّجاة…بقلم د. مصطفي عبدالمؤمن

أوَّلُ دروسِ النَّجاة
لم أتعلّمِ النَّجاةَ في كتبِ الفلاسفة،
ولا من الذينَ يحسبونَ الحبَّ معركة.
تعلّمتُها حين وضعتِ يدَكِ على قلبي،
فسكتَتْ كلُّ الحروبِ في داخلي.
كنتِ المطرَ الذي تأخّرَ عن مواسمي،
والضوءَ الذي أعادَ ترتيبَ أيامي.
كنتِ صمتًا جميلاً،
علّمني أنَّ العيونَ تقولُ ما تعجزُ عنه الكلمات.
حين جئتِ،
لم تعودي امرأةً فقط…
بل صرتِ طريقةَ النَّجاةِ من العالم،
وصرتُ أنا مجرّدَ عاشقٍ
يخافُ أن يتنفسَ كي لا يُوقظَ الحلم.
كلُّ شيءٍ فيكِ
كانَ طريقًا إلى السكينة:
ضحكتُكِ التي تُعيدُ للعمرِ طفولتَه،
وصوتُكِ الذي يمشي على قلبي
كما تمشي النسمةُ على الماء.
أحببتُكِ،
لا لأنكِ مختلفة،
بل لأنكِ تشبهين ما كنتُ أبحثُ عنه في نفسي.
فإنْ سألوني عن النَّجاة،
قلتُ:
هي امرأةٌ تعرفُ كيف تُربّتُ على وجعك،
حتى ينام.
ولأنكِ جئتِ،
اكتشفتُ أنَّ المعجزاتِ لا تحتاجُ سماءً،
بل يدًا تُلامسُ وجعَكِ فتُضيء.
ولأنكِ كنتِ،
صرتُ أؤمنُ أنَّ في هذا العالمِ شيئًا
يستحقُّ البقاء:
وجهٌ يُشبهُ الربيع،
وصوتٌ يُشبهُ صلاة المساء،
وحبٌّ يُشبهُ النَّجاة.
أحبكِ… جدًا،
لأنكِ آخرُ ما تبقّى لي من الدهشة،
وأجملُ ما اخترعَه اللهُ
حين أرادَ أن يُعلّمَ القلبَ
فنَّ الطمأنينة.







