رؤي ومقالات

“اذكروا محاسن أحيائكم”.. حملة أدبية وإنسانية تدعو اليها د. سلوي حمادة

“اذكروا محاسن أحيائكم”

حملة أدبية وإنسانية تدعو إليها الدكتورة سلوى حمادة – الاستاذ بمعهد بحوث الإلكترونيات

تقول ..أيها الناس،

أما آنَ لقلوبنا أن تستيقظ من غفلتها، وأن تلتفت إلى أولئك الذين ملأوا حياتنا علمًا وخلقًا وجمالًا؟
أما آنَ لأقلامنا أن تنحني إجلالًا لصفوةٍ من البشر، لم يدّخروا جهدًا في بثّ الخير، وبذر المعروف، وصنع الأثر الطيب في حياة الناس؟

إن الوفاءَ دينٌ في عنق الكرام، لا يُؤدَّى بعد الرحيل بمدادٍ على ورق، بل يُقضى في حياة صاحبه بكلمةٍ صادقةٍ تسرّه وتعينه على المضيّ في طريق البر.
فما أعجزنا عن شكر الأحياء، وما أبرعنا في رثاء الأموات!

فلنُحيِ خُلُقَ الوفاء في زمنٍ عزَّ فيه الوفاء،

ولنُعلنها دعوةً صادقةً تخرج من القلوب إلى القلوب:

اكتبوا عن أهل الفضل وهم بينكم، واذكروا محاسنهم قبل أن تطويهم الأيام في سجل الغابرين.

إن الكلمة الطيبة صدقة، وإن الثناء العادل حياةٌ ثانية لأصحابه،
فمن شكر الناس فقد شكر الله، ومن أنصف أهل الفضل فقد زكّى نفسه ورفع مجتمعه.

فيا أدباء الأمة وشعراءها، ويا حملة الأقلام،
تواصوا بهذه الحملة المباركة،
واكتبوا عن العلماء والمربين، والأدباء والشعراء، والقدوات الذين أضاءوا الدرب ولم يزالوا يمشون بيننا بالنور والرحمة.

فلنُكرِّمهم وهم بيننا، فإن بعد الرحيل لا يسمعون من المديح إلا صداه، ولا يَشعرون من الحب إلا بما خلّفته ذكراهم.
فامنحوهم اليوم دفءَ الكلمة، قبل أن تُهديهم غدًا برودةَ التأبين.

واكتبوا لهم في صحائف الحياة لا في هوامش الموت،
فإن الكلمة الصادقة حياةٌ تُضاف إلى أعمارهم،

وإن الاعتراف بالفضل عبادةٌ تُزكّي القلوب وتُحيي الضمائر

وما أجمل أن نجمع بين الحسنيين:
وفاءٌ في الحياة يُبهج القلوب، وذكرٌ بعد الممات يُخلّد الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى