محمد عبد اللاه يكتب :مصر غنيمة

لا أحب محمد علي باشا، ولا أحترمه، ولا أقدره، ولا أوقره.
لم تكن مصر في نظره إلا فرصة وضعتها صروف الدهر أمامه فلم يتردد في اقتناصها.
لم يكن، وهو يقتنص الفرصة، كريما بحال.
كان خبيثا وخسيسا.
لم يترك مؤامرة إلا ودبرها ليصل إلى فريسته. ولم يترك روحا يقف صاحبها في طريق الملك الذي لاح له في أفق السياسة والحرب إلا وأزهقها.
أدلل على السابق باللاحق:
1 ـ أطاحت ثورة شعبية بالوالي العثماني، أحمد خورشيد باشا، في 1805 بعد أن عاثت قوات عثمانية قادمة حديثا فسادا في القاهرة وانتهكت الأعراض.
2 ـ وقتها وقبلها كان محمد علي قائدا للكتيبة الألبانية المكونة من 300 جندي ضمن القوات العثمانية.
تقول الروايات التاريخية إن محمد علي أظهر التودد لأعيان المصريين، وعلمائهم، وجالسهم، وأدى الصلاة وراءهم، وأنه أظهر العطف على المواطنين محاولا تخفيف متاعبهم وآلامهم، فنال حظوة شعبية.
3 ـ يوم 9 مايو 1805 نادى الأعيان، يتقدمهم نقيب الأشراف عمر مكرم، بعزل خورشيد وتولية محمد علي.
4 ـ فرضت ثورة الشعب المصري ونداء أعيانه أمرا واقعا جعل السلطان العثماني سليم الثالث يصدر فرمانا يوم 9 يوليو 1805 بعزل خورشيد وتولية محمد علي.
5 ـ في السنة التالية صدر فرمان سلطاني بنقل محمد علي من ولاية مصر إلى ولاية سلانيك (سالونيك) فلجأ إلى عمر مكرم والعلماء ليتشفعوا له عند السلطان الذي قبل شفاعتهم.
6 ـ لم يكن دعم الأعيان المصريين لمحمد علي شيكا على بياض في أي وقت.
وعدهم بالعدل، وأن تكون لهم سلطة رقابية عليه. وكان عند وعده في الفترة الأولى من حكمه.
7 ـ ما أن بدأ يشعر باستتباب الأمور حتى راح يفكر في التخلص من القيادة الشعبية لتكون له يد مطلقة في حكم البلاد. نفى عمر مكرم إلى شمال البلاد بتهم حقيرة من بينها أنه أدرج مسيحيين ويهودا في كشوف الإعانات التي تقدمها النقابة ليأخذها لنفسه، وأنه عميل لدول أجنبية.
بعد نفي عمر مكرم تمزقت القيادة الشعبية، وراح الحاكم المستبد يفكر في تعزيز سلطته بمختلف الوسائل، ومن بينها مذبحة القلعة التي راح ضحيتها 470 من المماليك الذين دعاهم لاحتفال بمناسبة بدء زحف قواته إلى الجزيرة العربية لقتال الوهابيين سنة 1811.
8 ـ بعد المذبحة أطلق رجاله في أعقاب من بقوا أحياء من المماليك فقتلوهم واستولوا على أموالهم وممتلكاتهم. وتشير التقديرات إلى ارتفاع عدد القتلى وقتذاك إلى 1000.
9 ـ لم تكن مصر هدفا لنهضة علمية أو تعليمية أو اقتصادية أو عسكرية يطمح إليها محمد علي بل كانت بلادنا في تقكيره وتدبيره غنيمة له ولأسرته من بعده.
في مختلف مفاوضات انتصاراته وانكساراته مع السلطنة العثمانية والدول الأوروبية كان يصر على أن تبقى مصر ملكا له وإرثا لأبنائه من بعده.
10 ـ ألم يكن محمد علي مؤسس مصر الحديثة؟
هذه مقولة أطلقها هو، وأصر عليها، وترددت من بعده.
هو كان يبني لنفسه ولأبنائه وأحفاده مزرعة كبيرة بقصورها وكفورها فانهار ما بناه بعد قليل من رحيله وجاء الطامع الآخر سنة 1882: الاحتلال البريطاني.
(الرجاء تجنب التعليقات المتجاوزة مع الامتثال لمعايير فيسبوك التي تحظر خطاب الكراهية والتحريض على العنف)





