أخبار العرب

تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة

كتب :محمد المحسن
يُعد تكريم الأدباء والمفكرين والاحتفاء بهم من الركائز الأساسية لتقدم المجتمعات وازدهارها،فهو ليس مجرد رد جميلٍ لأصحاب الإنجازات،بل استثمار في حاضر الأمة ومستقبلها.
في هذا السياق،وبحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة،كرمت مؤسسة العويس الثقافية مؤخراةالمفكر والمؤرخ التونسي الدكتور عبد الجليل التميمي الفائز بجائزة العويس الثقافية للدراسات الإنسانية والمستقبلية في دورتها التاسعة عشرة.
جاء ذلك في أمسية تميزت بتنظيم جلسة حوارية مع الفائزين بالجائزة في مختلف أصنافها وافتتاح معرض فني،في مقر العويس بدبي،(هو المعرض الدائم للفائزين)،تضمن لوحة فنية “بورتريه” للدكتور التميمي و”بورتريهات” لكل الفائزين بإمضاء رسامين متميزين.
وقد جاءت لوحة بورتريه المؤرخ التميمي بريشة الفنان الهندي Padancheri Ramachandran “بادان شيري راماشاندران”.
كما تم تنظيم حفل توقيع لكتب الفائزين التي نشرت في إصدارات جديدة عن مؤسسة الجائزة، وقد صدر للدكتور التميمي كتاب “دراسات في التاريخ العثماني المغاربي خلال القرن السادس عشر” وأعرب المؤرخ التميمي في تصريح خاص لوكالة تونس إفريقيا للأنباءعن سعادته بهذا التتويج وبإعادة طبع الكتاب الذي يعتبره الأهم في مسيرته الممتدة على نحو 6 عقود.
ويعرض هذا الإصدار في طبعته الجديدة،حاليا، في جناح مؤسسة العويس ضمن فعاليات الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب،التي انطلقت يوم 5 نوفمبر وتتواصل الى غاية 16 من الشهر الحالي تحت شعار “بينك وبين الكتاب”.
وفضلا عن افتتاح المعرض وتوقيع كتب الفائزين، تضمنت فعاليات الاحتفاء بالفائزين بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها التاسعة عشرة (2024-2025)،تقديم شهادات للفائزين عن مسيرتهم الإبداعية،في جلسة مسائية أدارتها الإعلامية بروين حبيب.
وكان مقر مؤسسة العويس احتضن صباح الثلاثاء الماضي جلسة حوارية أدارها الدكتور أحمد المنصوري وقدم خلالها الناقد المغربي حميد لحمداني (الفائز بجائزة العويس في الدراسات الأدبية والنقد) مداخلة قيّمة تناول فيها مفاهيم نقدية متصلة بهيمنة القصدية في نظريات الأدب وتلقيها.
وتحدث عن مقاربات متعددة تتعلق بتحليل القصد المرجعي للعمل الإبداعي،مشيرا إلى أن كل قارئ أو ناقد يتبنى فكرة المقصدية يعتقد أنه وصل إلى حقيقة ما أراد الكاتب قوله في حين أن كل اجتهاد قرائي يساهم في الاقتراب من الحقيقة القصدية وفق تعبيره.
واعتبر أن “النصوص لا تموت الا اذا أهملت في المكتبات أما النصوص المتداولة فلا تموت حتى لو اعتبر أحد النقاد أنه استكمل حقيقتها”.
وخلص إلى أن حصر الإبداع الأدبي في مفهوم القصدية لا يفيد المبدع مشيرا إلى أنه “لا يمكن للكاتب الاستفادة من ادبه اذا كان يعرف مسبقا ما يريد”،فنحن “نكتب لنعزز وجودنا ونفهم ذواتنا أكثر” قبل أن يختم مداخلته بالقول “من الأولى أن نتحدث عن الاكتساب أو التحصيل لا عن الحقيقة القصدية”.
هذا،وفاز بالجائزة هذا العام،كل من الدكتور عبد الجليل التميمي في فرع الدراسات الإنسانية المستقبلية، وفاز الشاعر العراقي حميد سعيد بجائزة الشعر،والروائية العراقية إنعام كجه جي بجائزة القصة والرواية والمسرحية والناقد المغربي حميد لحمداني بجائزة الدراسات الأدبية والنقد.
من جانبنا نؤكد أن تكريم الأدباء والمفكرين ليس ترفاً ثقافياً،بل هو ضرورة حيوية لضخ دماء جديدة في شرايين الأمة الفكرية والثقافية.إنه استثمار في الإنسان،وفي الفكر،وفي المستقبل. ومجتمع لا يكرم مبدعيه هو مجتمع يعيش على هامش التاريخ،بينما المجتمعات التي تضع مفكريها وأدبائها في الصدارة هي التي تقود مسيرة الحضارة الإنسانية.وهؤلاء المكرمون هم من أثرُوا حياتنا بأفكارهم،وسكنوا عقولنا وقلوبنا بإبداعاتهم،ورسموا لنا خريطة لفهم العالم بأنفسنا وبالآخرين.والتكريم هو أقل تقدير يمكن أن نقدمه لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى