د. فيروز الولي تكتب :خوضوا المعركة بشرف… مش بالأعراض!
حين تفلس السياسة… تُستدعى الأعراض!

في اليمن، صار البعض يعتقد أن “الانتصار السياسي” يُقاس بعدد الشتائم التي أطلقها في اليوم، وعدد النساء اللواتي جرّهن إلى معركة لم يخضنها أصلًا!
يا جماعة الخير، نعرف أن الحُجة غالية، بس مش لدرجة تبيعوا الأخلاق مقابل تغريدة ترند!
اليوم، صار الشرف يُستدعى في كل نقاش سياسي، وكأن الوطن لم يعد له قضية إلا “من لبست ومن تكلمت”!
إذا ما عجبك الرأي، هاجم الأم!
وإذا خسرت النقاش، اتهم الأخت!
وإن فشلت بالحجة، جُرّ الموضوع إلى “العِرض”!
تمامًا كمن يفشل في سباق الجري، فيرمي خصمه بالحذاء!
“ما هكذا تُبنى أوطان، ولا هكذا تُدار معارك الأفكار.”
السياسة ليست مباراة مصارعة حُرّة بين الذكورية والعُقد النفسية.
والمعارضة لا تحتاج إلى “سلاح نسائي” كي تنتصر، ولا إلى “شرف مُؤجّر” كي تبرر سقوطها الأخلاقي.
المرأة ليست جزءًا من حربكم، ولا ضلعًا في فسادكم، ولا ملحقًا لكرامتكم المزعومة.
كفّوا عن توزيع شهادات العفة، فأنتم آخر من يحق له أن يتحدث عن الطهر، وأنتم تُغرقون البلاد بالفساد حتى الأعناق!
“إذا أردتم أن تكونوا رجالًا… فابدؤوا من ألسنتكم.”
قاتلوا بالحجة لا بالهتك.
ناقشوا بالعقل لا بالغرائز.
وانتصروا للحق لا للغضب.
فالشريف لا يكتب تقارير شرف، والمظلوم لا يَظلم، والواعي لا يبيع أخلاقه مقابل إعجاب إلكتروني.
نساء اليمن لم يهاجمن أحدًا، ولم يدخلن معركة العرض التي اخترعتموها لتغطية فشلكم.
فأرجوكم، كفى مسرحيات أخلاقية…
الشرف مش “ترند سياسي”، والحياء مش “أداة دفاعية”، والمعارضة الحقيقية لا تبدأ من الأعراض وتنتهي في القاذورات اللفظية.
“الخصومة النبيلة مثل الرقص على حافة السيف: تحتاج شجاعة لا بذاءة.”
أما أنتم، فحولتم المعارك الفكرية إلى بازار شتائم وصكوك شرف بالتقسيط!
ختامًا…
احترموا النساء، حتى لو اختلفن معكم.
احترموا أنفسكم، حتى لا تلعنكم الذاكرة.
واحترموا هذا الوطن المنهك… الذي لم يعد يحتمل “معارك العرض” في زمن انعدم فيه العرض السياسي أصلًا!







