كتاب وشعراء

الأزمة الأمريكية الفنزويلية بين الماضي والحاضر….بقلم ناهد مختار

النزاع الأمريكي الفنزويلي هو توتر متزايد يعود جذوره إلى الأزمة السياسية في فنزويلا، حيث ظهرت الأزمة الفنزويلية في عام 1895 إثر النزاع الفنزويلي مع المملكة المتحدة حول أرضي إيسيكويبو وغويانا إسيكيبا، إذ ادعت بريطانيا أنهما جزء من جويانا البريطانية، في حين اعتبرتهما فنزويلا أراض فنزويلية.
وعندما تحول النزاع إلى أزمة، أصبحت المشكلة الرئيسية رفض بريطانيا تضمين المنطقة الواقعة شرق «خط شومبورك» في التحكيم الدولي المقترح، وهو الخط الذي تم رسمه قبل نصف قرن ليكون حدا بين فنزويلا وغويانا البريطانية .
شهدت الأزمة في نهاية المطاف قبول بريطانيا لتدخل الولايات المتحدة في النزاع من خلال فرض تحكيم على منطقة النزاع بأكملها، والقبول الضمني لحق الولايات المتحدة في التدخل بموجب مبدأ مونرو.
اجتمعت هيئة التحكيم في باريس عام 1898 للبت في الأمر، وفي عام 1899 منحت الجزء الأكبر من الأراضي المتنازع عليها لغويانا البريطانية.
وتتصاعد حدة النزاع الأمريكي الفنزويلي حاليآ بسبب اتهامات أمريكية بأن فنزويلا أصبحت حاضنة للجريمة المنظمة.
كما تتهم فنزويلا الولايات المتحدة بأنها تتدخل في شؤونها الداخلية.
وترتكز الأزمة الحالية على فرض عقوبات اقتصادية من قبل أمريكا لدعم المعارضة الفنزويلية، وكذلك على تفويض الرئيس الأمريكي لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لإجراء عمليات سرية داخل فنزويلا، وأيضآ على شن هجمات أمريكية محددة ضد عصابات تهريب المخدرات قرب سواحل فنزويلا على قوارب يُشتبه في نقلها للمخدرات في منطقة البحر الكاريبي، مما أدى إلى مقتل 27 شخصاً.، مما تراه فنزويلا استفزازآ عسكريآ، ويمثل هذا وضعاً خطيراً.
اما عن السيناريوهات المحتملة للأزمة الأمريكية الفنزويلية
نري أن السيناريو الأول لتطور الأزمة هو قيام تمرد داخلي بقيادة الجيش، أو بقيادة مدنية، أو بتعاون بينهما، وفي هذا السيناريو ستوفر واشنطن الدعم اللوجستي والاستخباراتي أو حتى الدعم العسكري من خلال قواتها الحالية في البحر الكاريبي، لكنها لن تقود الهجوم.
السيناريو الثاني، وهو استخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية المباشرة، حيث تشمل ضرب المنشآت العسكرية الفنزويلية بشكل مكثف، مع احتمال تكليف وحدات القوات الخاصة بالقبض على الرئيس مادورو ومحاكمته.
اما عن السيناريو الثالث، وهو أن يعلن ترامب انتصاره كالعاده بعد سلسلة الضربات البحرية، ثم يعود إلى الحلول الدبلوماسية لخدمة المصالح الأميركية في كافة المجالات .
ومن المرجح أن يستخدم ترامب أدوات الضغط السياسي والاقتصادي مع دعم المعارضة بشكل كامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى