كتاب وشعراء

العتمة …بقلم هويدا صبري

كانت تقف في منتصف العتمة، كأنها جسد وحيد يتصارع مع ألف يدٍ خفية،
أيادٍ لا تُرى لكنها تُثقل روحها وتنهش من صبرها قطعةً بعد قطعة،
ملامحها مذعورة، وعيناها تصرخان بما لم تستطع شفتاها أن تنطق به،
تلمسها مخاوفها من كل اتجاه، كأنها جدران من ظلال سوداء
تضيق عليها حتى تكاد تخنق أنفاسها، لكن رغم كل ذلك… وقفت.
لم تهرب، لم تنهار، بل تماسكت في قلب الرعب،
كأنها تعلم أن النجاة ليست في الهروب من الأشباح،
بل في أن تواجهها حتى تنكسر هي لا روحها، أحيانًا،
تكون الحرب الحقيقية داخلنا،
وأصعب الأشباح ليست تلك التي تسكن الظلام، بل التي نخبئها في صدورنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى