فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :الفاشر .. بين مبس ومبز

الفاشر.. هي عنوان حرب الظل بين الإمارات والسعودية. الإمارات تمضي نحو تطويق السعودية من ناحية البحر الأحمر والقرن الأفريقي وظهيرها السوداني . والإمارات تمضي في دعمها لقوات الدعم السريع غير عابئة بالانتقادات الدولية.
حرب الظل ليست مواجهة ميدانية داخل خطوط القتال وإنما معركة دبلوماسية لإستمالة إدارة البيت الأبيض. لو نجحت الرياض في جهودها ستكون قد شلت يد أبو ظبي. لكن السؤال: أين تقع مصالح ترامب.. مع مبس ، وهي الأحرف الأولى من اسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أم مع مبز، الأحرف الأولى من اسم رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد.
عظم قوة السعودية اقتصاديا وجيوسياسيا ودينيا تستأثر ترامب ومن المتوقع أن تؤدي إلى تحول كبير في دفة الحرب السودانية لصالح جيش البرهان.
الكاتبة الأمريكية السودانية الأصل سهى موسى المقيمة في نيويورك، كتبت في صحيفة فورين بوليسي أن هجمات الدعم السريع في الفاشر سلطت الضوء على مستوى جديد من الانحطاط في ما كان يُعتبر أصلاً أسوأ أزمة إنسانية في العالم. قُتل أكثر من 460 شخصًا في مستشفى للولادة. وكشفت صور الأقمار الصناعية عن رمال ملطخة بالدماء يُمكن رؤيتها من الفضاء. وحاول عشرات الآلاف من المدنيين الفرار من عنف لا يُصدق.
وقالت: إذا كان ترامب يريد حقًا أن يكون صانع سلام، فعليه إبعاد الإمارات العربية المتحدة عن طاولة المفاوضات. وهي هنا تشير إلى اللجنة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة والتي تضم مصر والسعودية والإمارات.
عقدت هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة جلسة خاصة لمدة يوم واحد يوم الجمعة لتسليط الضوء على مئات القتلى في مستشفى في منطقة دارفور بالسودان والفظائع الأخرى التي ألقي باللوم فيها على القوات شبه العسكرية التي تقاتل الجيش.
كما أصدر مجلس حقوق الإنسان في جنيف قرارًا بالإجماع يدعو فيه فريقًا من الخبراء المستقلين إلى إجراء تحقيق عاجل في عمليات القتل وغيرها من انتهاكات الحقوق التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر.
تحدثت الواشنطن بوست عن مذابح الفاشر واستعادت ما حدث في الشهر الماضي، عندما سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة، عاصمة شمال دارفور، واقتحمت المستشفى السعودي فيها، ما أسفر عن مقتل أكثر من 450 شخصًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتنقل مقاتلو قوات الدعم السريع بين المنازل، فقتلوا مدنيين وارتكبوا اعتداءات جنسية، وفقًا لعمال إغاثة وسكان نازحين.
ونقلت الصحيفة عن فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قوله: “لا ينبغي لأحد منا أن يتفاجأ بالتقارير، منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، عن عمليات قتل جماعي للمدنيين، وإعدامات مستهدفة عرقيا، وعنف جنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاختطاف من أجل الفدية، والاعتقالات التعسفية واسعة النطاق، والهجمات على المرافق الصحية، والموظفين الطبيين والعاملين في المجال الإنساني، وغيرها من الفظائع المروعة”.
دعا وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو إلى اتخاذ إجراءات دولية لقطع إمدادات الأسلحة إلى قوات الدعم.
في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، صرّح روبيو بأن قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع ممنهجة، شملت القتل والاغتصاب والعنف الجنسي ضد المدنيين. ويتهم الجيش السوداني الإمارات العربية المتحدة بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والمرتزقة المرسلين عبر دول أفريقية. وقد نفت الإمارات وقوات الدعم السريع هذه الاتهامات مرارًا وتكرارًا.
ووصفت BBC تعليقات روبيو بأنها تُعدّ من أكثر تعليقات إدارة ترامب صراحةً حتى الآن بشأن الحرب في السودان وأفعال قوات الدعم السريع، ولكن ليس من الواضح مدى تأثيرها.
خلال المحادثات التي عُقدت قرب شلالات نياجرا يوم الأربعاء، صرّح روبيو بأن النساء والأطفال استُهدفوا في أعمال من أبشع الأنواع على يد قوات الدعم السريع في الفاشر.
وقال للصحفيين: “إنهم يرتكبون أعمال عنف جنسي وفظائع، بل فظائع مروعة، ضد النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء من أبشع الأنواع. ويجب أن ينتهي هذا الأمر فورًا.
وسنبذل قصارى جهدنا لوضع حدٍّ له، وقد شجعنا الدول الشريكة على الانضمام إلينا في هذه المعركة”.
مع ذلك، امتنع روبيو عن توجيه انتقادات علنية لأبو ظبي، على الرغم من الأدلة على أن الدولة الخليجية هي المورد الرئيسي للأسلحة لقوات الدعم السريع، والتي عُرضت في تحقيقات أجرتها وسائل إعلام دولية ووجدتها الأمم المتحدة موثوقة.
أضاف روبيو بوضوح: “نعرف الأطراف المتورطة [في توريد الأسلحة]… ولهذا السبب هم جزء من الرباعية إلى جانب دول أخرى مشاركة”.
قال إن قوات الدعم السريع، التي تفتقر إلى مصانع أسلحة خاصة بها، تعتمد على الدعم الخارجي، ودعا الدول التي تزودها بالأسلحة إلى التوقف. وردًا على ذلك، أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا مطولًا استنكرت فيه ما وصفته بـ “جميع التصريحات المتحيزة ضدها”.
وأضاف روبيو “المساعدة المقدمة لقوات الدعم السريع “لا تأتي فقط من دولة تدفع ثمنها، بل تأتي أيضًا من دول تسمح باستخدام أراضيها لشحنها ونقلها”.
وقال أيضا إنه لا يريد “تقليص” مشاركة أطراف أخرى في الصراع، قائلا “وهذا يشمل الإيرانيين على الأقل، من خلال نقل الأموال والأسلحة إلى الجانب الآخر”، في إشارة إلى الجيش السوداني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى