
لَمْ يحدث أن شعرت بِوعكةٍ صِحيَّة، كما في هذه الآونة..
إنها تلفحني من رأسي حتى أخمص قدماي..
تصفعني بِكَفٍّ مزروعٍ بِمساميرَ مسنَّنَة حد التعذيب..
تشدني من ياقة قميصي
وتسحبني كَجَروٍ ميتٍ في شوارع المدينة المتفسخة بالحفر..
تضعني فوق مِقْلاةِ الزَّيت….
تغمسني في إناءٍ من الحُمَّى؛ تلتهمني بِنَهَمٍ من رُشَاح.
إنها تجتاحني كَتسونامي يا عزيزتي… كَتسونامي!
صرتُ رجلاً بغيضًا إلى حدٍّ ما؛
لِلحظةٍ تمنيتُ فيها حدوث كل الأشياء السيئة…
كَأَنْ تموت جارتي النَّزِقَة..
وتصاب الجدة _ كثيرة الأسئلة _ بِذبـ ـحةٍ صدرية على عَجَل..
وتنتـ ـحر فتاة الحَي الجميلة عند الشارع المقابل..
ويسقط سقف منزلٍ شَعبِيًّ
على رأس أرملةٍ نائمة في أقاصي القُرى البعيدة!
تمنيت فيها
أن تصاب شاة العجوز الشمطاء بِنزلةِ بَردٍ فَتَكُفَّ عن الثغاء..
وينسى كلب جارنا المُسِن أبجدية النُّبَاح..
ويفقد قِط البلدة الأعور فلسفة مطاردة الفئران مع الظهيرة.
تمنيت أن أحشر هذا العالم
داخل حذاءٍ مقلوبٍ تركله أقدام المارَّة بِتأفُّفِ العاقِّين آبائهم،
وتلعنهُ أَلسُنُ الجدات خوفًا من خطايا الخرافة!
الهذيان رَبٌّ قبيح الطِّباع،
شَيطانيُّ المزاج حتى خاصرة الوسوسة…
إنهُ بِوعكةٍ واحدة
يجيد التآمر على حياة هذه البلاد المعجونة بالبكاء!
يشي بِشيءٍ من الصدق المُلَفَّق
كَمْ أنَّ الآلهةَ بارِعةٌ في استخدام الزُّكام والحُمَّى!







