رؤي ومقالات

أنس دنقل يكتب : حو حياة نيابية سليمة

لكي تكون لدينا حياة نيابية سليمة يجب توافر الاتي:
ا — ارادة سياسية ومجتمعية..
ب– اطلاق حرية اقامة أحزاب سياسية حقيقية مسموح لها بالتواجد في الشارع والاحتكاك بالجماهير والتفاعل معها ..
خلفية تاريخية :
اولا: منذ يوليو 1952 تم تأميم الحياة السياسية واخصائها
( رغم ان إقامة حياة نيابية سليمة كان من مبادئ الثورة الستة !! )
البديل :
تم اقامة تنظيمات مخلقة ذات الصوت الواحد بنكهة الزعيم الملهم اوالمؤمن سيان بناء علي توجيهاته..
_التوجيهات تتغير بتبدل الملهم..
_يتم افراز عناصر التنظيم وتعبئتها داخل اقبية الأمن وصوبها الزراعية لتنتج لنا مخلوقا هجينا..
مجمع انتهازيين وصوليين سمي اولا هيئة تحرير.. أصبح اتحادا قوميا.. خلفه اشتراكيا.. بعده منابر ..حزب مصر وسطيا.. بدلت لافتته ليصبح وطنيا..
_بعد 25 يناير:
طلوع فجر أحزاب الشقق المفروشة السابقة التعليب والتغليف لرجال اموال مجهولة المصدر وسماسرة للعمل الحزبي ..تحت رعاية نفس الأجهزة والجوهر واحد
ولاجديد !!
ثانيا : سياسة تجريم ووضع العراقيل امام الأحزاب الجماهيرية المدنية الحقيقية –الغير مصنعة امنيا– بتياراتها المتعددة مما اعطي قبلة الحياة للتنظيمات الفاشية المتطرفة للتوسع والتوغل داخل البيئات المتدنية ثقافيا وحضاريا رغم إي تضييقات أمنية شكلية حيث ظلت الزوايا والكنائس وتجار الاديان في الارياف وعشوائيات المدن المتنامية تشكل بيئة حاضنة لتلك الافكار والتيارات البعيدة عن الفهم الصحيح للاديان وغاياتها الكبري من عدالة ومحبة ومساواة
من ثم فرضت تلك الجهات سيطرتها علي الوجدان الشعبي بغير منافس لتؤجج الاحتقان بين عنصري الامة لصالح الفئات الحاكمة وتحت رعايتها !!
ثالثا : طريقة تقسيم الدوائر الانتخابية:
أوكلت للأجهزة الأمنية بمايحقق احكام السيطرة القوية للقوي المهيمنة علي مخرجات العملية الانتخابية
( الجنرال ابوالقمصان مازال يرسم خريطة الدوائر الانتخابية من عهد مبارك حتي بعد رحيله بسنوات !! )
يتلاحظ لنا مايلي :
ا– الدوائر الانتخابية المحدودة المساحة جغرافيا في العهد المباركي افرخت لنا برلمان شديد المحلية والريفية منزوع الدسم..
( لوعاد طه حسين لقيد الحياة وترشح في اي دائرة انتخابية لسقط سقوطا زريعا )
حيث يسهل مثلا علي قيادتين ريفيتين في قريتين داخل نفس الدائرة حسم نتيجة الانتخابات لصالحهما لتنتج لنا مجالس العقول الفارغة..
(تلاحظ لي انقسام مجلس الشعب لكتلتين بارزتين:
الاولي نواب القصب جنوبا ..في مواجهة نواب الارز شمالا)..
لاتفتح الكتلتين افواههما الا عند حوار الأرز والقصب وماسواهما: موافقون ..موافقون..لاشئ يهم !!
ب– القوائم الانتخابية المطلقة: سبق الحكم في نهاية ثمانينات القرن الماضي بعدم دستوريتها لكن عادت لنا مؤخرا لتضع عائقا امام صحة اختيارات الناخب كيف يتسني لمواطن بسيط انتخاب مرشحين بالاكراه غير معروفين لديه في محافظات اخري تبعد عنه مئات الكيلومترات ؟!!
ج– حظر إنشاء أحزاب دينية او تتدثر بشعارات دينية(حزب النور مثالا ) تفرق الوطن الي شيع ومذاهب واختلافات ايدلوجية سواء اسلامية او مسيحية ولنا فيما يحدث حولنا في دولة عراق مابعد صدام أسوة سيئة !!
لتحقيق ماتقدم يجب عمل الآتي :
اولا: الانتخابات بصفة عامة فردية..
ثانيا : اعتبارجمهورية مصر دائرة انتخابية واحدة ..
سيرد أحدهم بكثرة عدد المرشحين.. مردود عليه: أن يكفي الناخب ان يعرف رقم مرشحه..
سيقول أحدكم بأمية الناخب..نرد بأن الناخب الأمي من الأفضل عدم ادلائه بصوته !!
الدائرة الواحدة افضل الحلول للأسباب التالية :
1–كيف ياسادة يكون أخاك او صديقك مرشح في دائرة يتعذر ان تعطيه صوتك لانك تقيم في دائرة آخري ؟؟!!
2– المرشح يعرف ناخبيه ويتوجه لهم..فلو افترضنا ان مفكرا كبيرا او مهنيا معروفا..او…او .. مرشحا..فكل مرشح يعرف جمهور ناخبيه..بالتأكيد سيتوجه لداعميه بدلا من تحول كل برلماناتنا الحالية لمجالس شعبية شديدة المحلية ..الوضع الحالي المرشح بيلف ع القهاوي !!
مصر دائرة واحدة سينتج لنا برلمانيا حقيقيا بأسماء كبيرة فكرا وسلوكا تمثل نيابة الشعب بديل عن برلمان النائب المقيم بمكتب النقيب رئيس مباحث مركز الشرطة المختص كضامن وكفيل للاخوة المتهمين والبلطجية والمجرمين!!
3– تسجيل نتائج فرز صناديق الاقتراع الكترونيا وكذا عرض دفاتر حضور الناخبين وتوقيعاتهم بما لايسمح بأي تكرار تصويت اوتلاعب مع توقيع أقصي عقوبة علي المخالفين..
الموضوع كبير يستوجب دراسات كبيرة محايدة متعمقة..
وماتقدم عجالة سريعة لفكر وتجربة كهل عجوز قد يجانبها الصواب.. فلايريد منكم جزاء ولاشكورا !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى