كتاب وشعراء
غدًا عيدُ الجُرح/ بقلـم الكاتبـة المبدعة/ هديل نجيب اليوسفي/ اليـمن

غدًا عيد الجُرح
وأنا هنا، لا أملك منّي سوى ظلّي،
جسدٌ مشرّد، يبيت في ذاكرةٍ تشتهي النسيان،
تُعيد أشرطتها القديمة، تجمع الخيبات،
وتنسّق الأوجاع كأنها زينةُ احتفالٍ باهت.
غدًا عيد الجُرح
سأكون كمرآةٍ سقطت من علٍ،
تشظّت أحلامي، وتناثرت شظاياها في صدري،
دموعٌ تتوارى خجلًا فوق وجنتَيّ،
كأنها مطرٌ في ليلةٍ لا أحدَ ينتظرها.
غدًا عيد الجُرح
حين تتكشّف الوجوه،
وتسقط الأقنعة التي طالما راوغتني،
سيرى الناس ما خبأته ابتسامتي من حطام،
وما حمله رأسي من شعرٍ تساقط بثقل الأيام.
نعم، إنه عيد الجُرح
ذلك اليوم الذي يُنتزع فيه الزيف من حولي،
وتُخلع فيه الوجوه المنافقة عن ملامحها،
ليُترك الصدق وحيدًا، باردًا،
ينظر إليّ بعينٍ دامعة،
ويهمس:
كل عامٍ وأنتِ أقوى.
#هديل نجيب اليوسفي







