تعبت… بقلم سعيد زعلوك

تعبتُ… كأنّي أحملُ عمرًا على كتفي،
وضاقَ صدري، والفضاءُ من حولي فسيح،
كأنَّ الكونَ جدارٌ يضغطُ قلبي،
وكأنَّ الدربَ بلا مفتاحٍ، بلا مَلاحٍ، ولا نصيرٍ صريح.
أريدُ أن أستريح،
أن أجدَ ظلًّا لا يخذلني،
يدًا تمسحُ وجعي،
وعينًا تقولُ: هنا الأمان، هنا الفرحُ المباح.
متى تُشرقُ شمسُ السعادةِ لقلبي؟
متى يزهرُ من أنيني صباح،
وتنطفئُ جراحُ العمر،
ويكتبُ على جبيني: قد آنَ للعُمر أن يستفيق؟
متى يا ربِّ أصرخُ؟
وأقول: ها قد نِلتُ الحب،
قد زارني الفرحُ،
وأقمتُ له في قلبي عرشًا عَليًّا،
يغسلني نورُه،
ويرفعني جناحُ الروح.
لكنِّي أعلمُ يا ربّي،
أنَّ بعدَ الليلِ فجرًا،
وبعدَ الدمعِ بشرى،
وأنَّ القلبَ وإن أثقلته الجروح،
سيجدُ في رحمتِكَ راحةً،
وفي حنانِكَ مفتاحَ الفرح.
يا ربّ…
خذ دمعي كلَّه،
إن كان في الدمعِ طريقٌ إليك،
وأقم روحي على صبرٍ،
إن كان في الصبرِ بابٌ لرضاك.
سأنتظرُ فجرك،
مهما طالَ المسير،
ماخاب قلباً رفع أكفه بالدعاء
ولا ضاع من قال.
بك وحدك أستريح.







