حين ينهض الحرف من غيابك…بقلم زيان معيلبي

“رسالة إلى روح عثمان لوصيف وفلسطين”
(نص حـــــــر )
يا عثمان…
ها أنا أفتح باب الريح
وأمشي إلى صوتك المتعب
ذلك الذي كان يشبهُ
جفنَ فجرٍ
لم يجد من يوقظه
تقولُ:
“أنا آتٍ يا فلسطين” …
فتتسعُ الطرقُ في صدري
ويكبرُ ظلُّك فوق خرائب أمّة
نامت على وجعها
حتى جفّت أنهارُها
والطيورُ هاجرت من حناجرها
يا صديقي البعيد
نحن الآن
نحمل فلسطين
كما يحمل الغيمُ رمادَه
خفيفةً في النداء
ثقيلةً في الفقد.
أمّةٌ
تتعلّق بآخرِ خيطٍ من النهار
تتعثّر بلغتها
وتخاف أن تصحو
فتجد أن أعلامها
أصبحت شقوقًا
في جدارٍ لا يسمع
أمشي إليك…
والليلُ يمسك أطراف العبارة
والجرحُ يلمع
كالنجم الأخير فوق الخذلان
أمدُّ كفّي
فتتدلّى من الذاكرة أصواتُك:
يا وردةً صارت راية
يا رايةً صارت دمًا
يا دمًا
ما زال يبحث عن سماءٍ
تُشبه وطنًا في القصيدة
أنا آتٍ يا فلسطين…
تتردّد في رأسي
كأنك ما متَّ
كأنك تركت ظلَّك حارسًا
على باب الحرف
وعلى بابها
وأقول:
سنأتي…
ولو حبواً فوق صمتنا
ولو عبر رمادٍ
لم يعُد يعرف أقدامَنا
سنأتي…
ففي الأوردة ما يزال
نبضٌ يتشبّث باسمك
وفي القلوب
مكانٌ صغير
لم يطأه اليأس بعد
يا عثمان…
دعنا ننهض من قصيدتك
نرتّق ما تشتّت منا
ونعيد للحرف سيفه
ولليل نجومه التي نسيها
فلسطينُ ليست بعيدة…
إنما نحن ابتعدنا.







