استقلال مؤجل ….بقلم: مها السحمراني
يبدأ يومُ الاستقلال في لبنان
بتاريخٍ ثابت
لا يعكس واقعًا سياسيًا مستقرًا
تُقفلُ الدوائرُ الرسمية
تتوقفُ المعاملات
وتتراكم الملفاتُ التي تحتاج إلى توقيعٍ واحد
لا تملك الدولة قدرتها الكاملة عليه
في المدارس
يتوقّف الدرس
ويرفع الطلابُ الأعلام
ويرددون أناشيدَ تتحدّث عن السيادة
لكنّ الأسئلةَ الواقعية تبقى قائمة
كيف تُعرَّف الدولة
في نظامٍ لا يملك قرارًا موحّدًا
وكيف يُدرَّس الاستقلال
في بلدٍ يتحكم بمساره
نفوذٌ داخليٌّ وخارجيّ
يتجاوز قدرة المؤسسات الرسمية
في الشوارع
تمضي المواكبُ الرسمية
وفق البروتوكول المعتاد
وتُلقى الخطبُ نفسها
التي تعيد الكلام عن الإرث والتاريخ
لكنّ الوضع السياسي يبقى ثابتًا
لا يتحوّل
ويظلّ القرار موزعًا
بين جهاتٍ متعددة
تؤثر في مسار الدولة
أكثر مما تؤثر مؤسساتها الشرعية
عند المساء
تعود المدارس إلى صمتها
والدوائرُ الرسمية إلى عملها المؤجل
ويعود المواطنُ إلى أسئلته الأساسية
ما معنى يوم استقلالٍ
لا يملك الاستقلالُ فيه مضمونًا فعليًا
وما قيمة الاحتفال
إذا بقيت السلطة منقوصة
والسيادة معلّقة
على توازناتٍ خارج حدود البلاد
ومع كل ذلك
يبقى يومُ الاستقلال قائمًا
لا كتحقّق للسيادة
بل كإشارةٍ إلى رغبةٍ جماعية
في وصول الدولة إلى مرحلةٍ
يصبح فيها هذا اليوم
مطابقًا لإسمه
لا وعدًا مؤجّلًا
يمتدّ عامًا بعد عام







