مصطفي السعيد يكتب :لماذا قدم ترامب خطة إستسلام أوكرانيا وانتصار روسيا؟

في تطور مفاجئ قدم الرئيس الأمريكي بايدن خطة من 28 بندا تنص على الإستجابة لكل مطالب روسيا، وتشمل التنازل عن الأراضي التي ضمتها روسيا في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وخفض عدد وتسليح الجيش الأوكراني، وعدم انضمامه إلى حلف الناتو أو وجود قوات أجنبية، والإعتراف باللغة الروسية لغة رسمية، وارتباط الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا بروسيا، وتحصل كل من أوكرانيا وروسيا على ضمانات أمنية .. هذه أهم البنود التي تعد إنتصارا لروسيا، فلماذا الآن تم الإعلان عن خطة ترامب واستجابته لكل مطالب روسيا؟ السبب االرئيسي هو أن الجيش الأوكراني كان على وشك الإنهيار بعد سقوط بكروفسك ومرنوجراد ومعظم كوبيانسك وفولشانسك واقتحام الجيش الروسي مدينتي سيرفسك وليمان، والتوغل في مقاطعة دنيبرو، والتقدم السريع فيما تبقى من زابارجوجيا .. هذه التطورات السريعة على الأرض كانت مؤشر واضح على أن الجيش الأوكراني في حالة انهيار، كما ضربت روسيا معظم محطات الطاقة والسكك الحديدية، بما ينذر بشاء مروع. لكن هناك دوافع أخرى ادى ترامب، الذي يعتبر الحرب الأوكرانية من بقايا خطط سلفه اللدود بايدن، بالتحالف مع اليمين الليبرالي الأوروبي الذي يمقته ترامب، ويتمنى إنهاء حكمهم في فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهو ما عبر عنه عدد من المقربين من ترامب علانية. كما جاء لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون مع الرئيس الأوكراني زلينيسكي ليزيده غضبا بصفقة الطائرات الفرنسية لأوكرانيا .. لا شك لأن خطة ترامب ستكون ضربة موجعة لأوروبا، فهل ستتمرد أوروبا على ترامب وترفض الخطة؟ إنها ستكون مقامرة صعبة على أوروبا التي ستواجه القوات الروسية مع استعداء ترامب، لكن في كل الأحوال حققت روسيا إنتصارا كبيرا، حربا أو إذعانا، ومني حلف الناتو بهزيمة مؤثرة على هيبته، وربما تفككه.





