السفير فوزي العشماوي يكتب :ترمب وممداني !
لقاء ترمب المفاجئ مع عمدة نيويورك ممداني، بعد كل الهجوم الذي شنه الاول علي الاخير محاولا منع وصوله لعمودية المدينة الاهم في الولايات المتحدة، وماتضمنه من احترام متبادل ولفتات وتأكيدات علي الحرص علي التعاون والنجاح، يوضح بجلاء كيف أن السياسة في العالم كله ( عدانا والحمد لله ) هي فن ادارة الاختلافات، والالتقاء في منطقة وسط حتي مع أشد الخصوم، والحرص علي النجاح وإنجاح الاخرين انطلاقا من الحرص علي رضا الناخبين الذين لن يتسامحوا مع من يقوم بالاضرار بمصالحهم ..
ترمب أدرك سريعا وبذكاء يحسب له ضرورة البعد عن تعطيل مسيرة ممداني حتي لايزيد في شعبيته وينتقص من هيبة الرئيس ويمنح ممداني مبررا قويا في عدم تحقيق وعوده الانتخابية، وممداني ادرك اهمية دعم ترمب له لكي يستطيع النجاح او علي الاقل تجنب غضب الرئيس وتعطيله لمسيرته من خلال ادوات كثيرة يمتلكها ..
اللقاء نموذج جيد للبراجماتية الامريكية، واذا كان ترمب قد استقبل الشرع وقام بنثر العطر عليه فكيف لايستقبل عمدة موطنه الاصلي واحد اهم المعاقل الانتخابية ..
انها السياسة ياعزيزي والحرص علي الناخب وصوته المؤثر في صندوق الانتخاب الحقيقي .. حاجات اللي يعرفوها يبقوا عمد، وسلم لي علي انتخابات الشيوخ والنواب !
