فيس وتويتر

نعمه حسن تكتب : أصبح الأمر مثير للشفقة فقط أليس كذلك ؟

منذ بداية الهدنة أو حتى منذ بداية الحرب لم تكن غزة ومن فيها تحت رعاية أحد (الرعاية هنا تعني تحمل مسؤولية كل ما حدث ويحدث ) .. الأسير الفلسطيني يختلف في حقوقه وانسانيته حتى عن الأسير الإسرائيلي(الرهائن ) ..في فترة ما وجدت أن الرهائن الإسرائيلية هي ودائع داخل غزة يجب تغليفها والمحافظة عليها وتسليمها في موعد الاسترداد .. حتى لو كانت جثث
أما عن جثث الأسرى الفلسطينين التي تم التنكيل بها وتعليقها في مشاهد واضحة جدا أمام كاميرا يتابعها العالم أجمع ..كانت مجرد مشاهد مثيرة للشفقة لا أكثر ..لم تشر أي جهة إلى حقوق هذه الجثث ، حتى في الموت لا حقوق للفلسطيني
وهذا يجعلنا نعود للتأكيد أن لا أحد يعترف بمسؤوليته عن الفلسطيني كمواطن تنتهك حقوقه في وطنه (أتحدث هنا عن مسمى الجهة التي رفعت قضية تحرير الأسرى كمهمة ثورية يجب الانتصار فيها )
منذ بداية الحرب حتى الآن تم تقسيم فئات الوطن (لمقاوم ) ومدني .. أصبح لكل منهما حقوق مختلفة ..واتجاهات وطنية مختلفة عززها الإعلام المأجور ليتم اعتماد هذه التقسيمات كنهج للدعم أو التخوين
أصبح المواطن الذي تقول حقوق الإنسان الدولية أن له حقوق إنسانية ثابتة في وطنه ..متهم بالعمالة لمجرد رفض الموت ..وهذا تنكيل آخر بالإنسان يشبه التكنيل بالجثث ..تم تجاهل تبعاته التي يعيشها الإنسان في غزة الآن
منذ بداية الحرب (وما قبلها 18 عام ) حتى الآن تم تحويل فعل المقاومة الحقيقي ..لفعل بهلواني (الشاطر يجمع أصوات مؤيدة أكثر ..الشاطر يجمع حشد للتبرعات أكثر ) مما جعل غزة ساحة قتال داخلي تخلو من الفعل والخطاب الثوري الذي عهدناه في منذ النكبة في مسيرة الجهاد التي بدأتها فلسطين المحتلة لدحض الاحتلال من أرضها
منذ بداية الحرب حتى الآن ..القضية الفلسطينة لم تخرج من قمقمها كما يدعي البعض ..لقد أصبحت الزجاجة الشفافة التي يرانا العالم داخلها نحشر في عنقها دون أن نستطيع السقوط للأسفل ( القاع أحيانا يتسع للنجاة بطريقة ما ) ولا نستطيع الخروج من فوهتها ..تضخيم القدرات يجعل العالق على حاله لزمن بعيد وقد يتعفن ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى