كتاب وشعراء

في ضيافة الظل…..بقلم محب خيري الجمال

(1)
في كلّ مرةٍ أفكّر أنني حجر
أستيقظ وأنا أتحرك دون سبب
كما لو أنّ الذاكرة تسحبني
إلى آخر مكانٍ نزفتُ فيه.
(2)
المرأة التي أحببتُها
كانت تضع إصبعها على جبيني
كما لو أنها تطفئ شمعة،
وحين غادرتْ
أضاء كل شيء في الغرفة
ما عداي.
(4)
القمر لا يقول شيئًا
لكنه دائمًا يلمّح
أن النهايات ليست سيئة
بل مرتبة فقط
بطريقة لا نفهمها
كما لا نفهم لماذا لا تنبت الطيور من أفواهنا
حين نصرخ كثيرًا.
(5)
حين أموت
أريد أن يُفتح صدري
كما يُفتح كتاب لم يقرأه أحد
وأن توضع علامة
عند الصفحة التي بكيتُ فيها للمرة الأولى
دون أن يسألني أحد
عن السبب.
(6)
في المقهى
رجل يشرب القهوة
كأنها رسالة انتحار مؤجلة
والنادل
يضع الفاتورة أمامه
كما توضع ورقة الطلاق
بين عاشقين
لم يمسكا بأيدي بعضهما
أبدًا.
(7)
أريد أن أعيش
كما تعيش السلحفاة
ببطء يليق بمن رأى كل شيء
ولم يصدق أحدًا.
(😎
في الغد،
سأصحو مبكرًا
لأحزن بطريقة مرتبة
أغسل وحدتي
أنشرها على الحبل
وأنتظر أن تجفّ
لأرتديها مرة أخرى
وأخرج كأن شيئًا لم يكن.
(9)
المرأة التي أراها كلّ صباح
تشتري الخضار وتضحك مع البائع
تمشي كأنها لا تملك سريرًا في البيت
ولا سرًّا في الجسد،
لكنها دائمًا تلمس خدها
كما لو أن أحدهم صفعها البارحة.
(10)
لا أحد يحب وحده.
حتى الذي اختار العزلة
احتاج صديقًا ليقول له:
اذهب وحدك.
(11)
كان يمكن للعالم أن يكون بسيطًا
لو أننا لم نمتلك ألسنة،
فالعين تعرف
كيف تخون دون ضوضاء.
(12)
حين أسند ظهري إلى الجدار
أشعر أن كل الذين قتلتهم الأحلام
يتكئون معي
ويبحثون عن إبرة
لخياطة الفراغ الذي اتسع في الداخل.
(13)
الطفل الذي يتعلم المشي
يسقط أكثر مما يتقدّم،
لكن لا أحد أخبره
أن هذا بالضبط ما يفعله الكبار
في علاقاتهم الطويلة.
(14)
جربت أن أحب امرأة
بلا توقيت،
أن أفتح لها صدري
كمن يفتح مظلة في الليل،
لكن السماء
لم تمطر سوى ذكرياتنا.
(15)
لو كنتُ غابة
لكنتُ خبأت حيواناتي
من السياح
وتركتُ الأشجار تضحك وحدها
حين يتبادلون الصور ولا يرون النار.
(16)
لكنني لم أكتب هذا النص لأقول إنني ما زلت أحبكِ،
بل لأقول:
كم هو مدهش
أن أنسى ملامحكِ
فأتذكركِ أوضح!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى