فرتج إسماعيل يكتب :المحاصرون في الأنفاق

من غير المفهوم معنى وقف إطلاق النار في غزة والسلام الذي يفتخر ترامب بتحقيقه وشروطه التي وافقت عليها الحركة.. بينما الواقع يؤكد أن إسرائيل لا تلتزم بها حرفياً.
إنها لا تسمح على سبيل المثال بخروج العناصر من أنفاق في منطقة الجنينة داخل ما يعرف بالخط الأصفر الكائن تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي رغم ما يقال عن ضغوط أمريكية تمارس عليها للسماح لهم بالإنضمام إلى عناصر الحركة في المناطق التي انسحب منها الجيش بموجب الإتفاق.
تقديرات الجيش قالت في وقت سابق إن عددهم نحو 200 عنصر، وأنهم ليسوا في نفق واحد بل عدة أنفاق، لا يصل إليهم طعام أو شراب منذ توقيع الإتفاق. والمفترض أنهم يلقون حتفهم تباعا بفعل القصف أو الجوع والعطش.
هنا سيبدو الحديث عن نزع سلاح الحركة الذي تشترطه إسرائيل للدخول في المرحلة الثانية مجرد كوميديا سوداء، إذ أتيح لها بفعل سلام ترامب ما فشلت فيه طيلة سنتين من الحرب، بإيقاع العناصر التي تقاتلها داخل الأسر..
إذا كانت تفعل ذلك ومعهم أسلحتهم، وهي بسيطة بالتأكيد بفعل الحصار، فماذا ستفعل بعد أن يلقوا أو يسلموا أسلحتهم؟!
نقلت تايمز أوف إسرائيل عن العقيد آدي جونين، قائد لواء جولاني، في حي الجنينة جنوب مدينة غزة: “مهمتنا الرئيسية هي تدمير العدو أو أسره في رفح”.
يعتقد الجيش أن قائد كتيبة من الحركة وعدداً من قادة السرايا فيها يقودون العناصر المحاصرة في الأنفاق والتي قدرت بـ200 عنصر، وربما يكون العدد حالياً أقل بسبب الغارات التي قتلت بعضهم .
أفاد الجيش يوم الاثنين أن مهندسي القتال دمروا خلال الأسبوع الماضي مئات الأمتار من الأنفاق في المنطقة، كما قصف الطيران الإسرائيلي أكثر من 60 هدفا، بما في ذلك 15 فتحة نفق ونحو 40 مبنى.
ويعتقد الجيش أن أولئك الذين نجوا بعد أشهر من الصمود في الأنفاق أثناء الحرب ــ ربما عشرات ــ قد نفدت إمداداتهم وأصبحوا يتضورون جوعاً.
وحسب الإعلام الإسرائيلي، تحاول بعض العناصر الخروج إلى سطح الأرض بحثاً عن الطعام، مثل أكياس الدقيق التي سقطت من شاحنات المساعدات، أو الإمدادات التي تركها الجيش.
ومؤخرًا، صرّح مسؤولون عسكريون بأن العناصر يحاولون بشكل متزايد الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها الحركة في القطاع.
قبل أسبوع، رصدت قوات الإحتلال أربعة عناصر خرجوا من نفق في المنطقة، فأردتهم قتلى. وفي حادثة وقعت نهاية الأسبوع، خرج 17 من أنفاق في موقعين بمنطقة الجنينة، وقُتلوا أو أُسروا.
وقال جونين: “مهمتنا الرئيسية هي مواصلة محاولة تحديد مكانهم في المنطقة. معظمهم تحت الأرض، وبعضهم يحاول الخروج من الأرض. نعمل ليلًا نهارًا باستخدام تقنيات مختلفة لتحديد مكانهم”.
وأضاف : “الأمر بسيط، إما أن يستسلموا أو نقتلهم”.
هل يكون سلام ترامب هو “الشرك” الذي نصب للمقاومة، تفعل إسرائيل بموجبه ما تريد دون مقاومة كما تفعل في جنوب لبنان؟!







