كتاب وشعراء
مرافئ التيه…بقلم زيان معيلبي

يا بحرُ…
خذ هديري المتعب
وخبّئه في صمتك الأزرق
فلم أعد ذاك الذي يقف
شامخًا
أمام جنون الأمواج.
صرتُ ظلًّا يبحث عن ظلّه
وعابراً يتلمّس الوقت
بين حاضره المكسور
وأطلالٍ ما تزال
تناديه من بعيد.
أمشي…
ولا أعرف لأيّ الجهات
تسحبني الريح
ولا لأيّ السكينة
تفتح السماء بابًا واحدًا
كأنني مسافرٌ
يحمل حقائبه من الخيال
ويضع خطواته
على خريطةٍ تذوب
تحت قدميه.
يا قلب…
كم من العمر أنفقتَ
في ملاحقة وجهٍ
أخفته الغيوم
وكم سألتَ الفجرَ عنه
فلم يجب،
وعدت عند المساء
منكسراً
تخبّئ آلاف الندوب
في جيبٍ صغيرٍ
لا يتّسع لدمعة
يا بحر…
إن ضعتُ
فاعرف أنني لم أعد
أريد الوصول
كل ما أريده
أن تهدأ جراحي قليلاً
في زرقةٍ… لا تخون.







