فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :سلام بنكهة الاستسلام

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

خطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا تسير على مسار سلامه في القطاع ولبنان. بمعنى أنها تسهل للمعتدي الحصول على أهدافه التي فشل فيها بواسطة الحرب. بصيغة مختصرة يوصف بأنه سلام بنكهة الاستسلام يقتصر مسافات الحرب الطويلة.
الخطة ذات الـ28 بندا بمثابة اختيار بين أسوأين لأوكرانيا، على حد تعبير الرئيس زيلنسكي: التفريط في الكرامة، أو فقدان الدعم الأمريكي.
الأسوأ أن الخطة تفرض على الأوكرانيين التنازل عن الأراضي الرئيسية في مقاطعة دونباس شرق أوكرانيا التي فشل الروس في السيطرة عليها طيلة سنوات الحرب الأربع رغم إعلانهم ضمها، بما في ذلك “حزام الحصن” من المدن والبلدات المحمية بشدة والتي تعتبر حيوية للأمن الأوكراني.
تدعو بنود ترامب إلى تسليم تلك الأراضي لتصبح منطقة منزوعة السلاح خاضعة لإدارة روسية.
يدخل في إهدار الكرامة والسيادة البند الذي يحدد حجم الجيش الأوكراني بـ600 ألف جندي، وإن بدا هذا الرقم كبيرا، فإنه في الواقع ينقص كثيرا عن الحجم الحالي الذي استطاع منع سقوط المدن الأوكرانية تباعا، حسب المجلس الأطلنطي الأمريكي.
تنهي خطة ترامب طموح أوكرانيا في الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي الذي غزتها روسيا بسببه، ما يعني تحقيق نصر سياسي لبوتين، يضاف إلى انتصارات منحه أراضي بدون حرب.
قال مصدر مطلع على المفاوضات التي تجري في جنيف لشبكة CNN إن مثل هذا التنازل سيُشكّل “سابقة سيئة”، وسيمنح روسيا فعليًا حق (الفيتو) على التحالف العسكري الغربي “الذي ليست روسيا عضوًا فيه”.
تُعدّ القضايا الثلاث – تنازل أوكرانيا عن الأراضي، وتحديد حجم جيشها ونزع سلاحه الفعال، واستبعادها الدائم من حلف شمال الأطلسي – الأسباب الأكثر شيوعًا التي استند عليها الكرملين لشنّ الحرب في أوكرانيا. كما يُمثّل حلّ هذه القضايا لصالح روسيا الشرط الرئيسي لموسكو لإنهاء حملتها الوحشية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock