لأول مرة.. بيرسيفيرانس تسجل أصوات الرعد الناتج عن البرق المريخي

رصد العلماء 55 إشارة مشابهة في بنيتها وخصائصها لأصوات التفريغات الكهربائية، مع ملاحظة أن الكثير منها كان مصحوبا بعواصف رياح شديدة.
تشير مجلة Nature إلى أن مركبة بيرسيفيرانس المريخية، المجهزة بميكروفون، سجلت لأول مرة أصوات “الرعد” الناتجة عن تفريغات البرق التي تولد عواصف الغبار على سطح الكوكب الأحمر. ووفقا للباحثين، ستساعد هذه البيانات في توضيح آلية حدوث التفريغات الكهربائية في الغلاف الجوي الجاف للمريخ.
وقال الباحثون: “البرق هو أقوى تجلٍ للنشاط الكهربائي في الغلاف الجوي للكواكب، بما في ذلك الأرض والمشتري وزحل. وكنا نشتبه بحدوث صواعق البرق على المريخ أيضا، ولكن حتى الآن لم تكن لدينا قياسات مباشرة للنشاط الكهربائي في غلافه الجوي. وقد حصلنا على أولى البيانات باستخدام ميكروفون مثبت على متن مركبة بيرسيفيرانس”.
وقام الفريق العلمي برئاسة البروفيسور روجر فينس من جامعة بوردو بالولايات المتحدة بتحليل 28 ساعة من التسجيلات الصوتية، حيث لاحظوا أن الميكروفون يلتقط أصوات النشاط الجوي بالإضافة إلى الضوضاء الناتجة عن تصريفات التيار الساكن في سحب الغبار. وبناء على ذلك، بدأ الباحثون بالبحث عن أصوات “الرعد” الناتجة عن برق المريخ.
تمكن الفريق من اكتشاف 55 إشارة، مشابهة في الهيكل والخصائص لأصوات تصريف الكهرباء، وكان العديد منها مصحوبا بهبوب رياح قوية وتغيرات في الخصائص الكهربائية للغلاف الجوي، بالإضافة إلى دوامات رملية. وتشير النتائج إلى أن البرق المريخي يحدث غالبا داخل العواصف الترابية والدوامات، ويلعب دورا مهما في كهربة الغلاف الجوي للكوكب.
ويعتقد العلماء أن هذه النتائج تؤكد تكرر حدوث البرق على المريخ ضمن العواصف والدوامات الغبارية، إلا أنه أصغر وأضعف بكثير من البرق على الأرض، إذ يبلغ طولها النموذجي حوالي سنتيمتر واحد. ومع ذلك، فهي تلعب دورا مهما في “كهربة” الغلاف الجوي للمريخ وتوزيع الغبار بين مناطقه المختلفة.







