راحِلٌ مع العطر و القمر….بقلم حمدي الطحان

يَظَلُّ البَحْرُ مُرْتَحِلًا
بِلَا شَطٍّ ، و لَا بَرِّ
وأَجْنِحَتِي مِنَ الأَشْوَاقِ
قَدْ قُدَّتْ ، و مِنْ سَفَرِ
وكَمْ أَعْلُو المَدَىٰ الفِضِّيَّ
خَلْفَ مَنَابِعِ الدُّرَرِ
و أَحْلَامِي فَرَاشَاتٌ
بِأُفْقِ السِّحْرِ و التِّبْرِ
عَمِيقًا عُمْقَ بحَّارٍ
طَرِيدِ المَوْجِ و الخَطَرِ
وَحِيدًا فِي مَهَبِّ الجُرْحِ
و الأَشْوَاكِ و الصَّخْرِ
يُلَاحِقُنِي هَوَاكِ المُرِّ
كَالطُّوفَانِ و القَدَرِ
يُدَاعِبُنِي الشِّتَاءُ اللُّؤْلُؤِيُّ
و ثَورْةُ العِطْرِ
أَمُدُّ إِلَىٰ السَّنَا كَفًّا
و أَلْثَمُ جَبْهَةَ القَمَرِ
وأَرْجِعُ مَحْضَ أُغْنِيَةٍ
مُبَعْثَرَةٍ مَعَ المَطَرِ
فَتَحْضِنُنِي عُيُونُ الزَّهْرِ
بَيْنَ خَمَائِلِ السَّحَرِ
وأُنْثَرُ فِي الشَّذَا الهَيْمَانِ
فَوْقَ جَدَائِلِ الشِّعْرِ
أُسَافِرُ فِي النَّسَيمِ
الأُمْسِيَاتِ سَفَائِنِ السِّحْرِ
وشُطْئَانُ الهَوَىٰ فِي كَوْكِبٍ
يَعْصَىٰ عَلَىٰ البَشَرِ
وأَرْجَعُ مَرَّةً أُخْرَىٰ
ضِيَاءً فِي نَدَىٰ الفَجْرِ
وأُبْعَثُ تَارَةً أُخْرَىٰ
حَنِينًا فِي دَمِ الشَّجَرِ
و نَبْضَاتٍ سَرَتْ ظَمْأَىٰ
مَعَ النَّجْمَاتِ فِي النَّهْرِ







