مصطفي السعيد يكتب :روسيا ترفض خطتي سلام ترامب وأوروبا .. الحرب مستمرة

أعلنت روسيا تمسكها بكل مطالبها، سواء بالاعتراف بالمقاطعات الأربع أو منع أوكرانيا من الإنضمام إلى الناتو، ومنع دخول أي قوات أجنبية، وتقليص عدد الجيش الأوكراني، والإعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية، وتقييد نشاط الجماعات التي تصفها بالنازية، وغيرها من الشروط التي تراها أوروبا وأوكرانيا قاسية. الإعلان الروسي لم يكن يعني فقط رفض التعديلات الأوروبية على خطة ترامب، وإنما ضمنا خطة ترامب نفسها، التي اقترحت أن يكون عدد الجيش الأوكراني 600 ألف، ولم ينص بوضوح على منع إنضمام أوكرانيا إلى الناتو، ولم يعترف بضم روسيا لإقليمي زاباروجيا وخيرسون، لكن روسيا تجنبت الإعلان عن رفض خطة ترامب، وتركت الرفض لأوروبا وأوكرانيا، لأنها واثقة بأن أوروبا تورطت حتى النخاع في الحرب الأوكرانية، وعنادها وغطرستها ستمنعانها من قبول الهزيمة، واختارت المضي في الحرب، لكنها قررت أن تعزز قدراتها الدفاعية، وليس إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، بينما طالبها زلينيسكي مرارا بإرسال جنود إلى الجبهة الأوكرانية، طالما أنها تعتبر أوكرانيا خط الدفاع الأول. فرنسا تراجعت عن عزمها إرسال جنودها إلى أوكرانيا، وكذلك فعلت بريطانيا وبولندا، أما ألمانيا فلا يمكن أن تفكر في هذه الخطوة، وهو ما اعتبره زلينيسكي “خيانة أوروبا” التي كانت قد شجعته على رفض اتفاق إسطنبول، الذي كان أفضل بكثير من خطة ترامب، ووعدته بمساعدات مفتوحة، وأنها لن تتركه وحيدا، وإذا به لا يجد ما يكفي من أسلحة وجنود، ودمرت روسيا محطات الطاقة وجرارات السكك الحديدية، وخطوط الإمداد، وتطوق الآلاف من جنوده، وتتقدم بعشرات الكيلومترات يوميا، ودخلت مدن ليمان وسفرسك وماريوبول بعد أن سيطرت على مدن كبرى أهمها بكروفسك وكوبيانسك وفولشانسك. الرئيس الأمريكي ترامب حائر، لا يجد موافقة على خطته، التي رأى أنها المخرج المناسب، لأنها تمنح روسيا معظم مطالبها، مقابل الإبقاء على أوكرانيا في حدود معقولة، لأن الوقت ليس في صالح أوكرانيا، وأن القوات الروسية أمامها الطرق مفتوحة إلى مناطق جديدة، بعد أن تحطمت معظم خطوط الدفاع الأوكرانية، وهذا ما تدركه روسيا التي رأت أن خطة ترامب تقطع الطريق عليها أمام إنتصار استراتيجي أصبح في متناولها. لهذا يضغط ترامب على زلينيسكي للقبول بخطته قبل فوات الأوان، وهدده بمنع إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، بل بمنع إمدادها بالمساعدات اللوجستية والمخابراتية، لكنه لا يمكن أن يفعل ذلك، لأن نتائجه ستكون كارثية على حلف الناتو الذي لا يمكن التخلي عنه تماما. ترامب يريد حربا في فنزويلا وإيران، لأنه الطريق نحو الصين التي تمثل الخطر الأكبر، لكن خطط ترامب يمكن أن تنقلب عليه رأسا على عقب، فما وعد به من قدوم الشركات إلى أمريكا عبر فرض الرسوم الجمركية الباهظة ارتد عليه، وبدأت تهرب الشركات من أمريكا، خمس شركات سيارت كورية ويابانية تغادر، حتى الشركات الأمريكية، والطامة الكبرى أن شركة بوينج بدأت في إقامة فروع لها خارج أمريكا، والإنقسام السياسي يزداد حدة، وحادثة إطلاق الرصاص على الحرس الوطني تنذر بالخطر، وفقاعات الإقتصاد الأمريكي توشك على الإنفجار. الأسهم تتراجع، وعدم القدرة على سداد أقساط المساكن والسيارات والقروض الشخصية للبنوك، كل شيء مرتبك، بينما الصين وروسيا تتقدمان بثبات مع حلفائهما في الإقتصاد والإنتاج العسكري.





