السفير فوزي العشماوي يكتب :عجز سوري مخجل .. وتبرير فصيل مصري مستفز !

الاقتحامات العسكرية الاسرائيلية المتتالية للجنوب السوري وصولا لاقامة حواجز امنية واختطاف مواطنين سوريين من قراهم واحتلال فعلي لمئات اضافية من الكيلومترات من التراب السوري وبسط الحماية علي الدروز وتقييد تحركات الجيش والشرطة السورية كلها بلاشك ممارسات اجرامية مدانة قانونا واخلاقا، وتعكس اطماعا اقليمية لاسرائيل الكبري وفائض قوة استعراضية وثقة بعدم وجود رد فعل من الجانب السوري سوي بيانات الادانة والتأكيد علي ان سوريا جميلة وطيبة وفي حالها ولم تفعل اي شئ يستحق هذه الخروقات والاعتداءات ..
والحقيقة أنني أتفهم الخلل الفادح في موازين القوة، ولاأطالب الشرع بإعلان الحرب، ولكني مصدوم بقوة في الفصيل المصري المتعصب للشرع وللاسلام السياسي ” المقاوم ” الذي يمثله، هذا الفصيل المصري الذي يصدعنا ليل نهار بالدعوة للتدخل وصولا للدخول في الحرب مع اسرائيل نجدةً لغزة، في حين يبررون ويستحسنون هذا الصمت والعجز المخجل تجاه العربدة والانتهاكات الاسرائيلية لسوريا، ويغضبون ويجلدون أي منتقد للشرع وحكومته وجهادييه
نكرر أننا لانطالب السوريين بالدخول في حرب، ولكننا نستغرب انه منذ سقوط بشار وتولي الفصيل الجهادي قبل عام بالتمام والكمال لم تطلق رصاصة واحدة دفاعا عن التراب السوري او نشهد ولو حتي عملية ” جهادية ” او انتحارية يتيمة في مواجهة هذه الانتهاكات، عملية تثبت انه مازال هناك شعب وسيادة وكرامة وتراب وطني، عملية تشابه ملحمة رأس العش التي لقنت اسرائيل درسا في ١ يوليو ١٩٦٧ اي بعد اقل من ٣ اسابيع من هزيمة يونيو الكارثية ودشنت حرب الاستنزاف البطولية الطويلة التي سبقت ومهدت واعدت لحرب اكتوبر المجيدة، او تشابه عمليات المقاومة البطولية في غزة، او صمود ورد الفعل المشرف لحزب الله في جنوب لبنان وردعها لاسرائيل لسنوات طويلة قبل أن يغرق للاسف في المستنقع السوري ويصيبه غرور القوة والخضوع لاولويات السياسة الايرانية المهادنة التي مكنت اسرائيل من التهامه قبل الانتقال لتكسير عظام ايران
كان هذا الفصيل المصري يسخر ( عن حق ) من العجز السوري في عهد بشار ووالده عن المواجهة الشاملة مع إسرائيل وغرقه في مستنقع لبنان، برغم أن إسرائيل لم تجرؤ طوال فترة حكمهما ( التي نعترف بدمويتها وجرائمها ) علي اقتحام التراب السوري بهذا الفجور من جانبها وهذا العجز من جانب ” المجاهدين ” ..
وكان هذا الفصيل المصري ( ونحن معه ) نهلل للمقاومة البطولية في غزة
وكان ( ومازال ) صمته وكراهيته معيبة تجاه الصمود البطولي لحزب الله في مواجهة إسرائيل ( وليس في التدخل في الشأن السوري )..
والان فإن قبولهم وتبريراتهم لهذا الصمت السوري العاجز أمر غريب ومستفز، إذ أنه حتي لو تعلق الامر بخناقة في حارة بين الفتوة الجبار وأحد الحرافيش البسطاء فإننا نتوقع أن يقاوم الحرفوش ولو حتي ” بخربشة ” الفتوة أو القاء طوبة عليه !
أعلم أن غالبية متابعي هذه الصفحة المفتوحة للجميع من هذا الفصيل، وأثق ان اغلبهم سيصمتون، وبعضهم سيستنفرون للرد والتهجم والتبرير، ولكني لاأتوقع منهم للأسف إنصافا او موضوعية او مراجعة للنفس، أو الحساب بمازورة وطنية واحدة مستقيمة، حتي حينما يتعلق الأمر بسيادة وكرامة الاوطان !







